الخميس، 9 أكتوبر 2014

الأئمة هم مصدر الدين



يعرف الحديث أو "السنة" عند الشيعة بأنه:

"كل ما يصدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير" محمد تقي الحكيم أصول الفقه المقارن 122.

ولنفس المؤلف في كتاب آخر "وألحق الشيعة الإمامية كل ما يصدر عن ائمتهم الإثنا عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة" سنة أهل البيت 9 .

والمعصوم هنا يعني من اعتقدوا عصمته وهو كل الأئمة الإثني عشر جميعا بمن فيهم الغائب. ومسألة العصمة متصلة اتصالا وثيقا بمصدرية العلم من الأئمة وعلاقتها بالتعريف علاقة عضوية لا تنفصل عنه. وفي هذا يقول عبد الله فياض:

إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم" تاريخ الإمامية 140.      
قول الأئمة مثل قول الله عز وجل: 

"إن حديث كل واحد من الأئمة الظاهرين قول الله عز وجل ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله عز وجل" الكافي شرح المازنداني 2/272.

"يجوز من سمع حديثا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده بل يجوز أن يقول قال الله تعالى" الكافي شرح المازنداني 2/272.

وفي حديث طويل منسوب لجعفر الصادق يسلسل فيه نسبة حديثه إلى الله عز وجل. الكافي 1/53 ووسائل الشيعة 18/58.

"قولهم قول الله وأمرهم أمر الله وطاعتهم طاعة الله وإنهم لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه" الاعتقادات/ابن بابويه 106.

والحقيقة أن قول الأئمة أعظم من قول الله عز وجل حسب ما مر علينا لأنه صار هو الحكم على القرآن وليس القرآن حكم عليه ولا يمكن بحال فهم القرآن حتى لو كان بالغ الوضوح إلا بتفسير وتأويل الأئمة. 

الأئمة يلهمون العلم ويوحى إليهم وحيا مباشرا وتسددهم الملائكة في التشريع 

في الإلهام يقول الكافي "فأما النكت في القلوب فإلهام" اصول الكافي 1/264.

ويقول "وأما النقر في الأسماع فأمر الملك" اصول الكافي 1/264.

وفي عدة روايات للكافي يقول" الإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص" اصول الكافي 1/176. 

وفي الكافي وغيره "يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام الملك" الكافي 1/271 والبحار 26/68 وبصائر الدرجات 93 وشرحها المازنداني بقوله "وهو نقر في الأسماع بتحديث الملك" المازنداني 6/44.

وفي البحار 15 رواية تحت باب "أنهم محدثون مفهمون" البحار 26/73.

وهناك تفصيل أكثر لطريقة الوحي ونوع الملك العظيم الذي لم يأت لمحمد ولا للأنبياء اقرأ قولهم مما نسبوه للأئمة:

"إن منا لمن ينكت في أذنه، وإن منا لمن يؤتى في منامه، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة على الطشت، وإن منا لمن يأتيه أعظم من جبرائيل وميكائيل" البحار 26/358 وبصائر الدرجات 63 وانظر كذلك في البحار روايات كثيرة بهذا المعنى البحار 26/53.

وفي تفسير قوله تعالى "أوحينا إليك روحا من أمرنا" نسبو للأئمة قولهم: خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده" أصول الكافي 1/273 وفيها ست روايات.

ويتفننون في تفسير معنى روح القدس بقولهم:

"فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس إلى الإمام وبه عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى" و "وروح القدس لا يغفل ولا يلهو ولا يزهو" أصول الكافي 1/272 وهي باب كامل في الكافي فيه ست روايات وباب في البحار فيه 74 رواية بنفس المعنى البحار 25/47.

هذه الرواية، تؤكد أن أحد مصادر العلم عند الائمة، هو الإلهام والوحي بطرق متعددة، وهو من ضمن ما يسمونه بالعلم الحادث، مقارنة بما سنتطرق له من العلم الموروث من النبي صلى الله عليه وسلم.

الأئمة يأخذون العلم من الله بلا واسطة 

قال أبو عبد الله "إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله صلى الله عليه وآله العرش، ووافى الأئمة عليهم السلام معه، ووافينا معهم، فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد ولولا ذلك لأنفدنا" أصول اكافي 1/254 والبحار 26/88 وبصائر الدرجات 36.

وفي الكافي باب كامل لهذه الروايات "باب في أن الأئمة عليهم السلام يزدادون يوم الجمعة" اصول الكافي 1/253 فيه ثلاث رويات. 

وفي البحار باب بروايات مشابهة بعنوان "باب أنهم يزدادون وأرواحهم تعرج إلى السماء" فيه 37 رواية 26/86.

وبالغ صاحب البحار فجعل عليا يناجي الله، وأن جبريل يملي عليه، وذكر ذلك في 19 رواية. البحار 39/151. 

وفي البحار أن تحف الله وهداياه لعلي في 17 رواية. البحار 39/118. 

وفي البحار "إن الله يرفع للإمام عمودا ينظر به إلى أعمال العباد" فيه 16 رواية. البحار 26/132.

الأئمة يعلمون بمشيئتهم، أي متى ما شاءوا يعلمون!!! 

والحديث عن تعلم الأئمة بمشيئتهم لم يكن حديثا عابرا بخطأ في شرح، أو هامش، أو تعليق، بل هي روايات متعددة في بابٍ كُتبَ بهذا المعنى تحت عنوان:

"باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا" فيه ثلاث روايات. أصول الكافي 1/258.

فهذه المجموعة التي ذكرناها إذن هي العلم الحادث كما يسميه الشيعة(انظر الكافي 1/264) التي يتحصل للإمام مباشرة دون ان يكون وراثة من النبي صلى الله عليه وسلم.

وتضمن هذا العلم كما ذكرنا الإلهام أو الوحي من قبل الملك او الاتصال بالله سبحانه والسماع منه مباشرة أو بإرادة الأئمة المباشرة بأن يقررون أن يتعلموا شيئا جديدا فيتعلمون بمشيئتهم. وهذا العلم من أفضل علومهم كما قال شارح الكافي. المازنداني 6/44 وورد تفضيله في الكافي 1/264 والبحار 26/59 وبصائر الدرجات 92. 

العلم الموروث من النبي والأنبياء قبله شفاهة. 

الأئمة لديهم كل علم الأنبياء والأوصياء الذين من قبل، بل إنهم ولاة أمر الله، وخزنة علمه. ففي الكافي عدة أبواب بهذا المعنى:

"باب إن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه" ست روايات أصول الكافي 1/192.

"باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم" سبع روايات اصول الكافي 1/223.

"باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل" أربع روايات. أصول الكافي 1/255.

"باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه شريكه في العلم" ثلاث روايات. أصول الكافي 1/263.

أما في البحار فعلي بن أبي طالب أعلم من بقية الأنبياء فيما عدا النبي صلى الله عليه وسلم:

"باب أنه -علي- صلوات الله عليه كان شريك النبي صلى الله عليه وآله في العلم دون النبوة وأنه علم كما علم صلى الله عليه وآله وأنه أعلم من سائر الأنبياء" 12 رواية. البحار 40/208.

ولذلك فعلي عنده علم كل الأنبياء والملائكة "باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء " 63 رواية البحار 26/159.

وزعموا أن عليا قال:" ايها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح" 82 رواية بهذا المعنى في البحار 40/127 وللموضوع ذكر عند بن بابويه في الخصال 2/174 وانظر في نفس المعنى بصائر الدرجات 89.

لكن جعفر الصادق يعتبر هذا العلم ليس له قيمة عند علم الأئمة الحقيقي ففي رواية قيل له "هذا والله هو العلم، قال إنه لعلم وليس بذاك" الكافي 1/238 والبحار 40/130 الخصال 2/176.

وتزعم الشيعة أن عليا استمر يتلقى العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى بعد موته ففي البحار باب كامل بعنوان "باب ما علمه الرسول صلى الله عليه وآله عند وفاته وبعده" البحار 40/213 جاء في إحداها " فإذا فرغت من غسلي فأدرجني في أكفاني ثم ضع فاك على فمي قال ففعلت وأنبأني بماهو كائن إلى يوم القيامة" وروايات كثيرة مثلها وكذلك في بصائر الدرجات 80.

ومن الضروري جدا، التنبيه إلى أن هذا العلم لم يكن من العلم ألذي بلغه الرسول صلى لله عليه للأمة، بل هو مما خص به الأئمة يخرج منهم في أوقات مختلفة. وإليك بعض النقولات في ذلك:

"الأحكام في الإسلام قسمان، قسم أعلنه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة، وقسم كتمه وأودعه أوصياءه، كل وصي يخرج منه ما يحتاجه الناس في وقته، ثم يعهد به إلى من بعده" أصل الشيعة آل كاشف الغطاء 77و 146.

"والسنة لم يكمل بها التشريع، لأن كثيرا من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم، احتاج أن يدخر علمها عند أوصيائه ليؤدوها عنه في أوقاتها" مصابيح الأصول لبحر العلوم 4.

"إن النبي صلى الله عليه وسلم ضاقت عليه الفرصة، ولم يسعه المجال، لتعليم جميع أحكام الدين" تعليقات النجفي على إحقاق الحق 2/288.

العلم الموروث من النبي والأنبياء قبله مكتوبا. 

وما ذكرناه من العلم، الذي اجتمع لدى الأئمة شفاهة، أو إملاء من النبي صلى الله عليه وسلم، ليس الوحيد، فقد كان هناك كتب موروثة بأسماء وأشكال مختلفة لا يحدها خيال. 

"باب في أن لديهم كتب الانبياء عليهم السلام يقرؤنها على اختلاف لغاتها" 27 رواية . البحار 26/180.

"باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء عليهم السلام" اصول الكافي 1/231.

"باب جهات علومهم وما عندهم من الكتب" 149 رواية. البحار 26/18.

"باب في أن عندهم كتبا فيها أسماء الملوك الذين يملكون في الأرض" 7 روايات. البحار 26/155.

"باب عندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسماء شيعتهم وأعدائهم" 40 رواية. البحار 26/117.

أما الكتب التي اختصوا فيها، ولم تكن من كتب الأنبياء، فكثيرة، ومنها ما أفرد له الكافي كتابا بعنوان "باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة" أصول الكافي 1/238.

ومنها الجفر الأبيض، وفيه "زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم، والحلال والحرام، ومصحف فاطمة، وفيه ما يحتاج الناس، حتى أن فيه الجلدة، ونصف الجلدة، وثلث الجلدة، وربع الجلدة، وإرش الخدش" البحار 26/37 وبصائر الدرجات 41.

ومنها وصية الحسن والحسين "وفيها ما يحتاج الناس منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى" أصول الكافي 1/304 والبحار 26/54 وبصائر الدرجات 54.

ومنها صحيفة "العبيطة" التي فيها سب لبعض قبائل العرب. بحار الأنوار 26/37 والبصائر 41.



وهناك "كتاب علي" الذي وصفوه بأنه "مثل فخذ الرجل مطوي" البحار 26/51 وبصائر الدرجات 45.


والأخبار في هذا الجانب كثيرة جدا، يصعب نقلها، ولسنا بحاجة ذلك، وجميعها تشتمل على مبالغات وخيالات عجيبة، كل رواية تعظّم الكتاب أو الصحيفة أكثر من غيرها، وتعظّم فضلها، ونظرة الأئمة لها، وما فيها من علم. والغريب أنهم يصرحون بأن بعض هذه الكتب مفضل على القرآن. فعن الصحيفة التي جاء ذكرها أعلاه، ينسبون لأئمتهم قولهم"لو ولينا الناس، لحكمنا بما أنزل الله، لم نعد ما في هذه الصحيفة" البحار 26/22 وبصائر الدرجات 39.

و في ذؤابة سيف علي، صحيفة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف ألف باب، ولم يخرج منها حسب ما جاء في البحار وبصائر الدرجات والاختصاص إلا حرفان فقط [بحار الأنوار: 26/56 ، بصائر الدرجات: ص89، المفيد/ الاختصاص ص284.].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق