الخميس، 9 أكتوبر 2014

الرواية عن الأئمة ..... طريقتها وقواعدها


كتب الشيعة تنسب ما فيها من أحاديث عن الأئمة إما بإسناد أو بدون إسناد. وسواء كان الحديث مسندا، أو غير مسند، فالرواية تنسب لأحد الأئمة بمن فيهم الإمام الغائب. وقضية الروايةالتي تعتمد عليها كتب الشيعة تحتاج لتحليل عميق وطويل لكن نشير هنا إلى أمور أساسية في قضية الرواية وطريقة وصول الأحاديث لكتب الحديث الثمانية أو غيرها من كتب الشيعة.

أولا: مرويات الصحابة مرفوضة لديهم إلا قليلا جدا ممن زكتهم كتبهم. يقول محمد حسين كاشف الغطاء "أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية مقدار بعوضة" أصل الشيعة 79. وبهذا فإن كل كتب السنة تقريبا ومروياتهم وعلى رأسها صحيح البخاري ومسلم ليس لها عند الشيعة مقدار بعوضة من قيمة. 

ثانيا: لا تقبل رواية إلا من يؤمن بالإمامة على طريقتهم حتى لو كان من آل البيت وترد رواية غيرهم مثل زيد بن علي بن الحسين (راجع الاستبصار 1/66) بل إن الكافي يكفر من خرج مطالبا بالحكم من آل البيت من غير الإثني عشر وبهذا تسقط روايتهم (أصول الكافي 1/372)

ثالثا: كثير من الأحاديث التي وردت في الكتب الثمانية وغيرها من كتب التفسير والعلوم الأخرى ليس فيها أي إسناد بل تنسب مباشرة للصادق أو الباقر أو غيرهما من أئمة الشيعة ومع ذلك تعتبر حجة فقط لمجرد وجودها في تلك الكتب.

رابعا: الأحاديث المسندة بأسانيد لم يناقش الشيعة حال سندها من حيث الانقطاع أو عدالة الرواة أو مسائل الشذوذ والعلة وغيرها بل تساق كما هي بما فيها من مسائل خطيرة وكفر صريح. وليس في التراث الشيعي علم حديث حقيقي ولا علم رجال تقاس به تلك الكتب بل إن علم الرجال والحديث لم يظهرا أصلا إلا في المئة الثامنة أو بعدها وليس له أصول متفق عليها بل كان محاولات غير منظمة ولا مرتبة لتقليد أهل السنة مبعثها الخجل من تهافت الروايات التي عندهم. وبالمناسبة فإن محاولات التصحيح والتمحيص في كتبهم أقرت كثيرا من أحاديث الكفر والخرافة الموجودة عندهم.

خامسا: إن كان هناك أحاديث مسندة فكثير منها يعتمد على رواة من أشر خلق الله كما أشارت روايات شيعية إلى ذلك كثيرا ومن أشهر الرواة الذين قدحت فيهم كتب الشيعة ونسبت لجعفر الصادق لعنهم وسبهم هم رواة اتكأ عليهم الكافي وغيره في نسبة الاحاديث للصادق والباقر في عدد هائل من الأحاديث. أما عدالة الرواة عند أهل السنة وفي كتب رجال أهل السنة فيكفيك أن يقال في كتب الرجال أنه رافضي حتى يعرف الجميع أنه كذاب لأن استحسان الكلام وتحويله إلى حديث عندهم ليس ذنبا. لكن كثير من رواة كتبهم مجهولون لكتب الرجال عند أهل السنة وهم حقيقة شخصيات قد تكون وهمية فعلا اختلقت في السند حتى تعطيه شيئا من المصداقية.

سادسا: الرواية بالسند المزعوم لم تنته عند الشيعة إلى الآن بل استمرت مع تأليف الكتب المتأخرة التي ظهرت بعد المئة الحادية عشرة. فإن كانت الرواية بالاسناد العالي القريب من الأئمة مليئة بالكذب فكيف بهذا الإسناد الذي ينسب الحديث للائمة بعد ثمانية أو تسعة قرون؟ وبإمكان أي شخص الآن أن يحذو حذو المجلسي مثلا الذي وضع كتابه في المئة الحادية عشرة ويؤلف كتابا ضخما وينسب فيه روايات للأئمة ونضمن له أن أحاديثه ستكون من ضمن الحديث المعمول به عند الشيعة.

سابعا: المنهج الشيعي في الرواية يقبل الرواية عن الإمام الثاني عشر المزعوم منذ ولادته إلى الآن. والرواية عن الغائب تعتبر عندهم عالية السند لأن الإمام الغائب هو أقرب الأئمة لنا بزعمهم مما يعطيها قوة على الروايات الأخرى. وأما كيف روى الرواة عن الإمام الثاني عشر فهذه قصة طويلة تجسدت فيها الخرافة والنصب والاحتيال نترك تفاصيلها عندما نتحدث عن المهدي ونكتفي هنا بالقول ان الرواية عن المهدي أو الغائب أو القائم أو الثاني عشر كلها تسميات لشخصية واحدة تحصل عن طريق رقاع خاصة ترسل كجواب منه على أسئلة ترده من الناس عن طريق الأبواب الذين هم الواسطة بينه وبين الناس. كما حصلت الرواية بشكل مباشر من قبل بعض من كتب كتب الشيعة وبعض علمائها ولايزال علماء الشيعة يزعمون أنهم يوافونه في الحج لحد الآن. 

هذه إذن الطرق التي تتم بها توصيل الحديث من الإمام أو الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الكتاب في التراث الشيعي.

وراجع كذلك تفاصيل مفهوم الحديث والرواية عن الأئمة هنا.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم وجزاك الله خير
    السؤال هو اذا كان كل امام هو المسؤول عن زمانه وهو المرجع، لماذا وقف فقه الشيعة على جعفر الصادق وسمي المذهب الجعفري؟
    كذلك ، هل صحيح ان الكافي كُتب في زمن امام واحاديثه اغلبها مروية عن امام متوفى؟ يعني الامام الموجود خلال فترة حياة كاتب الكافي -والذي كان يسكن قريب من مؤلف الكتاب في العراق- لم يكن له دور في املاء الاحاديث بل كانت تنسب الى امام متوفى وعاش في المدينة؟
    اتذكر سماع هذه الاسئلة من د طه الدليمي

    ردحذف