الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

هل تتدخل تركيا ضد "تنظيم الدولة"؟


ليس من المتوقع أن تبادر تركيا بأي تدخل في سوريا أو العراق للقضاء على الدولة الإسلامية أو إضعافها، فهي أكبر المستفيدين مما تقوم به "الدولة".

أولا: وقفت "الدولة" في وجه التمدد الإيراني، و الذي لولا الدولة لتحول إلى قوة إقليمية، تحيط بتركيا شرقا وجنوبا، وتملك أدوات قوية لابتزاز تركيا. 

ورغم اللغة الدبلوماسية بين البلدين، إلا أن كلاً منهما ينظر للآخر بعين الريبة والشك، ويعتبر الاستراتيجية الإقليمية خطرا عليه. 

ترى تركيا في إيران مشروعا شيعيا لمحاصرتها ثقافيا وعسكريا، وإيران تعتبر تركيا الدولة السنية الوحيدة في المنطقة، القادرة على مواجهتها.

شعرت تركيا بعجز بعد تنامي النفوذ الإيراني في العراق، وسوريا، ولبنان، وأذربيجان، وخدمة أمريكا لهذا التوسع، ولم ينقذها من هذا التوسع إلا "الدولة".

إيران من طرفها تعتبر تركيا الدولة السنية الوحيدة القادرة على مواجهتها، لأن الدول السنية الأخرى إما ضعيفة جدا، أو تدور كليا في الفلك الأمريكي. 

ولهذا السبب، فليس غريبا أن تنظر تركيا لتوسع نشاط "الدولة" نظرة سرور، فقد وفرت عليها ما لم تحلم به منذ أن سقط صدام، وهو احتواء التمدد الإيراني.

ثانيا: تقوم "الدولة" بالقضاء على أكبر خطر "إرهابي" أرّق الأتراك على مدى تسعة عقود، وذلك بإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" في سوريا.

ومن المعروف أن الـ " بي كي كي" هو القوة الرئيسية الكردية المقاومة للحكومات التركية، والقضاء عليه في سوريا ينهيه تماما وإلى الأبد. 

أما في العراق، فليس للـ "بي كي كي" وجود يذكر، لأنه مصنف إرهابيا في أمريكا، وحكومة البرزاني تراعي الخاطر الأمريكي، ولا تريد أن يسجل عليها دعمه.

ولهذا السبب، فإن سيطرة "الدولة" على مدينة عين العرب و الشريط الحدودي مع تركيا، هي أكبر هدية تحصل عليها تركيا منذ تسعين سنة. 

ثالثا: تركيا لديها معرفة بقوة "الدولة" القتالية، وأن مواجهتها بريا له ثمن باهظ، فلماذا تدفع الثمن ثم تتورط بتقوية إيران، وعودة الخطر الكردي؟ 

لكن تركيا لا تريد أن تُرى محالفة لـ "الدولة"، ولذلك اتخذت موقفا نظريا بدعم التحالف، وفي نفس الوقت وضعت شروطا مقبولة منطقيا، لكنها تعجيزية عمليا.

هذا الموقف أخرج تركيا من الحرج، وقلب الطاولة على الأمريكان والإيرانيين، فلا أمريكا تستطيع تحويل المعركة لإسقاط الأسد، ولا إيران تقبل بذلك.

الله أعلم بالمستقبل، لكن طبقا لهذه المعطيات، فمن المستبعد تماما أن تتدخل تركيا بريا، ولو فعلت ذلك، فقطعا ستكون هناك معطيات أخرى غيرت المشهد.

هناك 4 تعليقات:

  1. قراءة واقعية جدا بارك الله فيك

    ردحذف
  2. إتفق معك في كل ما ذكرت ولكن ماذا لو الدوله انتصرت ضد البي كي كي. أو لو سمح لتركيا بالدخول والسيطره على الأكراد وأخذ كل الضمانات والتعهدات التي تريدها تركيا من الخليج قبل الغرب. هل سوف تبقى تركيا على موقفها فبالتأكيد لا فهي تعلم أن مشروع الدوله هو التمدد في كل العالم الإسلامي واقامة الخلافه الإسلاميه التي من وجهة نظري يتعطش لها أهل السنه في الشام والعراق لما يرونه من ظلم وتفرقة وعنصريه وقتل وإباده وتشريد من مناطقهم السنيه وسط رضى أو أقلها سكوت للعالم الإسلامي والغربي فهاهي المنظمات الجهاديه توصف بالإرهاب وهي التي تدافع عن أرضها وعرضها وهاهي المنظمات الإيرانيه وعملائهم في العراق ولبنان واليمن التي سلم لهم الغرب إدارة تلك البلاد وسط تحالف إيراني غربي لا يخفى الجميع رغم انهم قتلوا وأبادوا واغتصبوا وشردوا وهجروا وفعلوا كل ما يصفه الغرب بجرائم الحرب لكن برغم ذلك كله هناك رضى تام من الغرب ومنظمات حقوق الإنسان التي منذ عقود تتبجح بحقوق الإنسان والان أين هي هل لأن من يقتل هم أهل السنه وإن أصدروا بيانا فليتهم صمتوا فهم يساوون بين القتيل والقاتل فلماذا لم نرى تلك المنظمات والدول العربيه والغربيه لم تتحرك إلا حينما قامت الدوله بقتل 80 إيزيدي وتناسوا كل ما تعرض له أهل السنه منذ سنوات والقتلى بمئات الآلاف .


    الحديث يطول والأمور التي تجول في ذهني كثيره ولكن لكي لا أطيل في ردي أختم بقول اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان وأعنهم على أعدائهم اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وليس لأهل العراق والشام إلا الله جل جلاله وعظم سلطانه فالكل يتآمر عليهم فهم مجرد كعكه تريد تلك الدول الظالمه تقاسمها والتفاوض على كل مايريدون من أمور سياسيه واقتصاديه واستراتيجيه تخدم مصالح تلك الدول المجرمه على حساب أهل العراق والشام .

    ردحذف
  3. أكبر دليل على كون البغدادي حجر عثرة أمام ايران هو أن الثورة السورية في نكسة مستمرة منذ أن قرر أن يفرض " خرافاته وأطماعه عليها "
    شكرا لكل من يحترم عقولنا

    ردحذف
    الردود
    1. حبذا لو لديك عقل يحترم!!! وهل من يريد تطبيق شرع الله والموت يطلبه كل حين متهم بالطمع؟

      حذف