الجمعة، 27 يونيو 2014

تغريدات عن بعض الأخطاء الأساسية التي تقدح في أصل منهجية التعبير عن الفكرة

من علامات تخلف المجتمعات، أن من يشار إليه بالبنان من المحسوبين على الثقافة والفكر، يرتكبون أخطاء أساسية تقدح في أصل منهجية التعبير عن الفكرة.

من هذه الأخطاء، العجز عن التفريق بين المعلومة المجردة كحقيقة من الحقائق (والتي ليست خاضعة للرأي)، وبين الفكرة أو وجهة النظر.

كثير من المحسوبين على الفكر والثقافة، لا يحسن السرد بطريقة تعزل المعلومة المجردة عن وجهة نظره أو وجهة نظر غيره، فيضيع القارئ أو السامع.

ومن هذه الأخطاء، ربط الموقف تجاه فكرة ما بالشخص الذي صدرت منه، فتكون نفس الفكرة مقبولة إذا صدرت من فلان، ومرفوضة تماما إن صدرت من آخر.

وبعضهم يضفي غطاءً شرعيا لهذا المسلك، على الرغم من أنه ضد المنهجية الإسلامية، فقد أقر القرآن قول ملكة سبأ الكافرة، وأقر عليه الصلاة والسلام نصيحة إبليس لأبي هريرة.

ومن هذه الأخطاء الإصرار على الحديث أو الكتابة عن قضية لم يستوعبها جيدا، ويبقى يلت ويعجن في كتابته أو حديثه مصرا على أنه هو المرجع فيها.

ولذلك يقال : إن عجزت أن تفهم ماذا يريد الكاتب أو المحاضر، فلا تستعجل باتهام نفسك بعدم التركيز، فعلى الأرجح أن الكاتب نفسه قد يكون غير مستوعب للفكرة.

وغالبا ما يكون سبب ذلك الثقة الزائدة بالنفس من قبل بعض المحسوبين على الفكر والثقافة، فيظن نفسه مرجعا في علم ما بسبب ما يتدفق عليه من الثناء النفاقي. 


هذه المظاهر وغيرها يصعب أن تجدها في مجتمع ناضج حر توفرت فيه الفرصة للتنافس، فلا يكسب قلوب القراء إلا الذي يتقن المنهجية السلمية في الطرح والتعبير.

وهذا مقال قديم لي عن أمراض المثقفين في هوامش الأنظمة الشمولية، جمعت فيه بعض المظاهر السلبية للمثقفين اضغط هنا

هناك تعليق واحد: