السبت، 14 يونيو 2014

المكارثية الأمريكية والمكارثية العربية إستدراكات على مقال الدكتور هيثم طيب


مقالة الدكتور هيثم طيب @haytham_t في صحيفة التقرير:

يشكر الدكتور هيثم طيب على تعريف الجمهور بظاهرة المكارثية في مقاله في صحيفة التقرير لكن لي على المقال عدة استدراكات

يمكن استخدام مصطلح المكارثية لتقريب الفكرة لكن المكارثية كما حصلت في أمريكا تختلف تماما عن "المكارثية العربية" في طريقتها ومعطياتها وسياقها

مكارثية أمريكا جرت تحت ظلال حرية الإعلام واستقلال القضاء وسلطة منتخبة تتغير كل 4 سنوات ومحاسبة وشفافية وحرية المعلومات والتجمعات

المكارثية العربية جرت تحت سلطة قمعية غير منتخبة باقية في الحكم "إلى الأبد" تمتلك الإعلام والقضاء وغير خاضعة للمحاسبة ولا تسمح بأي شفافية

المكارثية الأمريكية نفذها أشخاص غير محسوبين على السلطة معتمدين كليا على استثمار جيد للإعلام الحر والمهارة السياسية والنشاطات الميدانية

المكارثية العربية ينفذها أشخاص تابعون للسلطة يعملون في الإعلام المملوك للسلطة أو شخصيات مخابراتية تتقمص الاستقلال مهمتهم تنفيذ إجندة للسلطة

المكارثية الأمريكية ذخيرتها العداوة الطبيعية للرأي العام للشيوعية وطبيعة الشعب الأمريكي الجاهل سياسيا والمحب للإثارة والمعتمد كليا على الإعلام

المكارثية العربية ذخيرتها تغييب الشعب تماما وإسماعه الصوت الواحد وتزكية من ترضى عنه السلطة وتشويه سمعة من تعاديه السلطة

المكارثية الأمريكية مرادها التأثير الحقيقي على الرأي العام من خلال جهد حقيقي في الإقناع وحملة متكاملة في ألصاق تهم معينة بأشخاص أو جهات معينة

المكارثية العربية مرادها فقط إعطاء مظلة للسلطة أن تقمع من تم تشويه سمعته أو تخويف من يفكر بالاقتراب من التعاطف معه أو تزكيته

المكارثية الأمريكية أنجزت نتيجية حقيقية في الرأي العام وغيرت قناعات الناس وتراكم التأثير فتضاعفت القدرة على تغيير الرأي العام

المكارثية العربية لا تستطيع تغيير الرأي العام المتعاطف تلقائيا مع من يشيطنه أزلام السلطة بل أنجزت في توفير أرضية فكرية لقمع السلطة فقط

استدراك آخر أن المكارثية نجحت في أمريكا بخلاف أوربا لأن الشعب الأمريكي يحب المزايدة الوطنية بسبب عقدة النقص في الهوية الأمريكية الركيكة

ولذلك لم ينجح جون مكارثي في حملته بسبب سمعته الوطنية بل نجح من خلال حسن استخدام عقدة النقص هذه وطبيعة حب الشعب الأمريكي للإثارة

واوربا لا يمكن أن تنجح فيها المكارثية بنفس مستوى أمريكا لأن الشعوب الأوربية مشبعة قوميا ولا تؤمن بالمزايدة الوطنية وليست شعوب إثارة

وفي الختام شكري وتقديري للدكتور هيثم طيب، على إثارته مثل هذه المواضيع الشيقة والممتعة وذات الفائدة للجميع.



ودمتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق