الخميس، 5 يونيو 2014

حتمية الفاشية في الفكر الليبرالي (تغريدات)

هذه تغريدات سبق أن كتبتها في تويتر عن حتمية الفاشية في الفكر الليبرالي.

كل من يقول أن الديموقراطية تشتمل بنيويا على مباديء غير خاضعة لاختيار الأكثرية فهو يمارس شكلا من أشكال الفاشية،والحقيقة هو مضطر لذلك، لماذا؟

لأنه يصطدم بحقيقة أن الديموقراطية "الخام" القائمة على اختيار الأكثرية ليس فيها أي ثابت قيمي لأن لأكثرية مفهوم عددي ليس له قدسية إنسانية.

ولو كانت الأكثرية وحدها مقدسة لكان رأي الجمهور في مباراة كرة القدم مقدما على رأي الحكم كما قال المسيري، وهذا مخالف لأدنى درجات المنطق.

وما دامت الديموقراطية الخام بهذا الجمود الإنساني كان لا بد أن تلحق بها مفاهيم ومباديء تعطيها بعدا قيمياً وتضفي عليها قدسية إنسانية.

الإشكال أن علاقة هذه القيم بالديموقراطية لن تكون بنيوية إذا خضعت للأكثرية فما الحل؟ الحل أن تكون هذه الثوابت ملزمة إجماعا فضلا عن الأكثرية.

المعنى البسيط لهذا الكلام بكل تجرد هو إلزام كامل الشعب بمفاهيم غير خاضعة للاختيار مع زعم تقديس رأي الأكثرية وهذه هي الفاشية بعينها.

صحيح أنها ليست فاشية موسوليني لكنها نفس مبدأ الفاشية المبني على إخضاع كامل الشعب لمفاهيم غير خاضعة لاختياره.

وإضافة لكونها فاشية فهي تناقض أساسي فكيف تُفرض على الشعب ثوابت غير خاضعة لرأي الأكثرية ثم يُزعم احترام رأي الأكثرية.

ولمن أراد الاستزادة بكلام أعمق عن كمون الفاشية في الليبرالية، فعليه بهذا المقال للفيلسوف عبدالوهاب المسيري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق