الثلاثاء، 23 يوليو 2013

عندما تتساقط الأقنعة


العدالة لا تتنافى مع الحرية :
تتساقط الأقنعة الورقية هشة التركيب والبنية في وجوهٍ تتشدق بمبادىء لا تعيها حقيقةً ، صنفان من الناس سقطا حديثاً مع الأسف ، وأقول مع الأسف لأنهم من النخب إن جاز التقسيم للنخبة و العامة ـ رغم التحفظ ـ ، صنف طالما تشدق بالدين والتدين وحماية مقاصد الشريعة ، وصنفٌ طالما تقعر وتنطع بالحقوق والحريات ، وعند أصغر موقف تسقط هذه المبادىء مع الأسف .
إن لم يكن ما تقتنعه مبدأً لديك، أو أنك لم تتشرب الفكرة كاملةً فلا ضير ، لأن الفهم كالأرزاق يهبه الله لمن يشاء ، لكن الأخلاق والشهامة والمروءة ، لا تتعذر بها ، فبمجرد أن تشمت بسجن الدكتورين سبب كبير للقدح في أخلاق الشهامة ، وخارم للمروءة على رأي الفقهاء ، ولا يوجد لذلك تبرير إلا الحقد والفجور في الخصومة إن وجدت ، مع أن الكثيرين ممن هللوا وكبروا لا يعرفهما الدكتوران فيما أعلم .
تتفق مع العريفي والعواجي أو تختلف فهذا شأن ، يجوز فيه الكثير ، أما أن تبارك وتهلل السجن من أول لحظة فهذا شأن آخر لا علاقة له بالاختلاف .
لست من متابعيهم ولا أعلم عن أخبارهم شيئاً ، ولي تحفظات معينة ، ولكن يبقى عرفاني لهما أنهم ممن تحدث في المعتقلين في سجون المباحث وسعى فيهم ، سعي المجتهد المعذور ، أعجبني السعي أم لم يعجبني يبقى جهداً مشكوراً لهما ، نعرف حجمه عندما كنا في السجن ، ولم نجد من يتحدث عنا في المجالس فضلاً عن الأماكن العامة موصلاً صوتنا للخارج .
قالوا أنهم سعوا لأمر في أنفسهم ، وهل نحن آلهة ننظر في النوايا ، يكفينا الفعل والقول ، أما أعمال القلوب فهي من اختصاص الله سبحانه وتعالى .
و كان العريفي قد سعى مع الشيخ ناصر العمر أطال الله عمره على الطاعة ، في ملف السجناء السياسين أو موقوفي سجن المباحث ، أذكرها وأعرفها عندما كنت هناك ، كان له صدىً جميلاً عند المساجين وإحساساً رائعاً لا يعرفه إلا من جربه .
قالوا أنهم تمنوا السجن لحمزة وغيره من المخالفين ، فإن كان صحيحاً فليس بحق أن تخالف ما تقتنع به لأجل أن غيرك لا يراه ، فهو في الأخير رأيك وقناعتك وما تؤمن به .
المبدأ الذي يجب أن لا يحيد عنه المواطن ، أن لا سجن إلا بمحاكمة ، ولا عدالة إلا بحرية فهما لا يتنافيان ، والسجن وإن كان عقوبةً رادعة ، فهذا لا يعني أن تتمناه لمن خالفك ، فتعامل بشهامة إن فقدت المبدأ ، ولا يكن عرضك كالزجاج وترمي الناس بحجر .
أرجوا من الله أن لا يبقى سجين رأي ، أو سجينٌ بلا محاكمة ، أو سجين كيد ، أو سجين تجاوز مدته .
اللهم ارحم ضعفهم وهوانهم على منهم عنده ياحي ياقيوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق