السبت، 13 يوليو 2013

عقدة الثوار


عقدة الثوار :
لكل ثورة تقوم بوجه الاستبداد والظلم عقدة لمسناها في ليبيا واليمن وسوريا ومصر ، وبعض مظاهرها اتضحت في تونس ، هي باختصار ما يريد الثوار والثائرون في المستقبل ، وكيف يكون شكل الدولة ، وما إلى ذلك من المطالب السامية في الوقت غير الصحيح .
رأينا الثائر يعرف ما لايريد بالتفصيل الدقيق ، لكننا لم نلمس ثورة عرفت ما تريد وهذا ليس مكان مشكلة ، إن كان تلمُس الطريق والبحث عن السبل في وقتٍ تكون فيه الثورة قطفت رؤس المستبدين وقطعت جذورهم وإمكانية عودتهم .
ماحصل في مصر على مدار عام كامل ، أن الثوار ثاروا على أنفسهم مرة أخرى ، متناسين أن هناك أطرافاً تحاول إجهاض الثورة وإعادة النظام القديم ، متناغمين فيما بينهم منهم ، من لبس ثياب الثوار وهو ليس منهم ، ومنهم من أعلن العدائية للثورة علناً ، واستعانتهم بالجيش ليست وليدة لحظتها ، بل أمر دبر بليل ، والثوار في نومهم لاهين ، ساعدهم في ذلك الموقف الإخواني المسترخي والمطمئن للمسار كأن الأمور استقرت .
كل من كتب عن الثورات ، وكيفية صناعتها ، وأسس قيامها ، حذر من هذه النقطة فنظام عاش لخمسين سنة ، لا يموت بقطع رأسه ، وإنما بتقطيع جميع أوصاله وفصلها عن بعضها البعض حتى لا تعود .
الثورات لم تقم بسبب ايدلوجيات معينة ، فقد رأينا أصحاب الأيدلوجيات أول من خانها ، ولم تقم ترفاً ورغبة في الحكم ، كما يُحاول تمريره هذه الأيام ، وإن كانت مطالب نبيلة ، لكن السبب الحقيقي لقيام الثورات هو مفاهيم العدالة والحرية والكرامة .
يقول النفيسي :
إن الحركة التي لا تريد أن تراجع أو تدرك أخطاء ماضيها ، من الممكن أن يتحول حاضرها إلى كومة من الأخطاء ومستقبلها إلى كارثة ، الحل يكمن في نقد الماضي ومراجعته وتحديد أخطائه من أجل تلافيها في الحاضر ، وتوظيف ذلك معرفياً وموضوعياً في المستقبل . أ.هـ
مظاهر النواح لن تجدي نفعاً ، فهي اشبه بالموسيقى الحزينة في أذن المستبد ، حينما يشاهد فيلماً يحكي عن مأساة الهنود الحمر في الغرب الأمريكي .
الترتيب والتنسيق ومعرفة ما تريده المرحلة ، وتناسي الأيدلوجيات ، والإنتماءات غير انتماء الثورة ، هو من سيعيد مجدنا المسلوب في مصر المحروسة ، واليمن السعيد ، وسيجلبه بلا مواربة في سوريا الحبيبة عاجلاً غير آجل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق