الأربعاء، 5 مارس 2014

علاقة قطر التاريخية مع البحرين والإمارات والسعودية ( لمحة مبسطة )

علاقة قطر التاريخية مع البحرين والإمارات والسعودية :
عند التطرق لتاريخ قطر الحديث ، يستحسن أن نبدأ من ظهور أسرة آل ثاني على مسرح الأحداث ، بعيداً عن وضع التبعية لدول أخرى ، فالبناء الفعلي لقطر ، و استقلال القرار السياسي ، و الشؤون الداخلية القطرية ، بدأ مع الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني طبقاً لأقوال المؤرخين ، ولعل المتابع للتاريخ القطري ، يلحظ قدرة محمد بن ثاني على توحيد القبائل القطرية ضد التدخلات الخارجية ، و خاصة تدخلات البحرين في الشأن الداخلي القطري ، و لعل سلسلة الأحداث تغني عن الإسهاب الممل للموضوع ، ويترك من يريد الاستزادة لمصادر البحث و التقصي ، وكشف التاريخ من مراجعه المختلفة .

العلاقة مع البحرين :

قطر كانت تابعةً لإمارة آل خليفة ، حتى استطاع محمد بن ثاني توحيد القبائل القطرية في معركة الوكرة الشهيرة ، والتي هزمت فيها البحرين هزيمة نكراء وذلك رداً على قيام حاكم البحرين إرسال ٢٠٠٠ جندي بحريني ، معهم جنود من أبوظبي ، وقيامهم بتدمير أجزاء واسعة من الدوحة والوكرة ، وذلك عام ١٨٦٨م ، ردت قطر بمعركة الوكرة كما أسلفنا وذلك عام ١٨٦٨م ،وتم تدمير ٦٠٠ سفينة بحرينية ، وقتل ١٠٠٠ شخص ، وإعلان قطر دولة مستقلة عن البحرين ، بزعامة قاسم بن محمد باعتراف بريطاني .

العلاقات القطرية الإماراتية :

سبق أن أوضحنا بإلماحة بسيطة أن قطر كانت تعاني من الإضطراب الداخلي الناتج عن التدخلات الخارجية من الحكام القريبين ، وأيضاً بسبب غزوات البدو على بعضهم في تلك الرقعة من الأرض ، والتي عادةً ما تستخدم كوسيلة من قبل حكام أبوظبي ، ومن أبرز الأحداث معركة خنور وسويحان والصفا وبينونة وحملة جبل الظنة عام ١٨٧٦م ، ولعل أبرز حدث في طبيعة العلاقة بين قطر وأبو ظبي هو مقتل علي بن قاسم (الملقب بجوعان وفرسه الشهيرة المسماة بالنعامة) ، والذي يعتبر من أشجع أسرة آل ثاني طوال تاريخها ، ويندر أن يقارن معه غيره في الفروسية عندهم .

علاقة قطر مع السعودية :

حكمت الدولة السعودية الأولى الجزيرة العربية كاملةً عدا مدينة مسقط التي استعصى سقوطها على الجيش السعودي بقيادة مطلق المطيري ، ومن نافلة القول ، أن قطر وقعت تحت هذا الحكم ، وهو ما يفهم تأثرها بالدعوة النجدية وتبنيها للطريقة النجدية ، والمذهب الحنبلي وفتاوى أئمة الدعوة النجدية ، إلا أنه بعد أفول نجم الدولة السعودية الأولى ، تفككت الإمارات التابعة لها ومنها قطر حتى ظهرت أسرة آل ثاني كما أسلفنا على مسرح الأحداث ، وبعد قيام الدولة السعودية الثانية قرر الإمام فيصل بن تركي ضم أملاك أجداده لملكه ، فقام بقيادة حملة على قطر عام ١٨٥٠م في معركة تسمى مسيمير برز خلالها قاسم بن محمد بفروسيته ، وقد قتل أحد أبرز فرسان الدولة السعودية المسمى غصاب العتيبي .

وبعد سقوط الدولة السعودية الثانية والنفي الذي وقع على الإمام عبدالرحمن كان من ضمن الأماكن التي استوطنها قطر ، والمدة فيها خلاف بين المؤرخين فمن سبعة أشهر إلى سنتين على خلافات كبيرة ، لا تخلو من تفسيرات التوجهات السياسية لكل مؤرخ .

أبرز حدث كان في عهد الملك عبدالعزيز ، عندما لجأ العرايف لقطر بعد معركة الحريق عام ١٩١٠م تقريباً ، والتي رفض فيها قاسم بن محمد تسليم اللاجئين ، وكانت الرسالة التي وجهها للملك عبدالعزيز تنم عن إعتزاز بالنفس وتذكير بالتاريخ القريب للبلدين وطبيعة العلاقة فيما بينهما جاء فيها :

( إن كانك زعلان عشاننا زبناهم فأبوك قبلهم زبناه ، وإن غرك ذبحة الطبابيخ فترانا ذبحناهم قبلك ، وإن ما فكيتنا فالوعد الأحساء ) أو قريب من هذه العبارة ، أعتذر فقد أخذتها شفهياً من بعض مؤرخي أسرة آل ثاني قبل فترة .

يقصد الشيخ قاسم بذبحة الطبابيخ ، القتل الذي وقع على الأتراك في الأحساء من قبل الدولة السعودية ، ويوضح أنهم سبق أن قتلوهم في الوجبة أيضاً ، وقد كان أهل نجد والساحل الشرقي يتغنون بقتل العجم ، لأنه تابع لدول عظمى عادةً .


هذا بعض ما استطعت تدوينه من العلاقات التاريخية القطرية مع الدول الثلاثة ، والله أرجو وأسأل أن يجمع الكلمة ويوحد الصف ، في وجه كل طغيان ، وأن يجعل من إتحادهم عزاً للإسلام والمسلمين .

هناك تعليقان (2):

  1. اعتقد في خطأ لان ال خليفة وال صباح كانو في قطر ، وكان حاكم البحرين انذاك ال مذكور من الهوله .

    ردحذف
  2. القائد ليس غصاب العتيبي ولكن من نفس قبيلته اعتقد من الروقه أسمه مساعد الروقي العتيبي

    ردحذف