الخميس، 9 أبريل 2015

"الاتفاق النووي مع إيران" أسئلة وأجوبة


أثار إعلان "إطار الاتفاق" (١)النووي بين إيران وأمريكا نقاشات كثيرة، بمستويات مختلفة من العمق والفهم، واتجاهات متعددة من التحيز. وتناول مثل هذا الموضوع الحساس لا يصلح فيه الاختزال والنظر القصير، ولا التحيز والتفكير بعداوة أو صداقة، ولا الكتابة تحت إسقاطات الخوف والمؤامرة. (٢)

والأولى أن يتم التناول في بحث تفصيلي يستعرض تاريخ السياسة الإيرانية بعد الثورة وعلاقتها مع الغرب وتاريخ المشروع النووي الإيراني والمفاوضات المرتبطة به وكل ما له علاقة بذلك. لكن بحثا مثل هذا سيكون مسهبا وطويلا خاصة وأن كثيرا من أجزائه جرى تناولها من قبل كثير من الجهات البحثية المختصة. (٣)

ولذا كان الرأي أن يتم تناول الموضوع على شكل إجابات تفصيلية على الأسئلة الأكثر إلحاحا عن الاتفاق وجذوره وحيثياته وآثاره. وجرى اختيار هذه الأسئلة بناء على رصد ما يتردد في حوارات الناس سواء في المجالس العادية أو في المشاركات الشفوية في الفضائيات أو وسائل الاتصال حتى تكون أقرب للتساؤلات الحقيقية.


ما هي حقيقة الاتفاق ومن هو الكاسب؟
نُشرت تفاصيل الاتفاق النووي وتبين أنه بنفس الصيغة التي أرادها الغرب منذ انطلاق المفاوضات وأن إيران قدمت كل التنازلات المطلوبة. صيغ الاتفاق بما يضمن ضمانا كاملا عجز إيران عن إنتاج القنبلة النووية وبقائها تحت المراقبة المستمرة والدقيقة مقابل رفع العقوبات المشروط باستمرار الالتزام.

وتبين من بنود الاتفاق أن كل ما سبق أن رفضته إيران اضطرت للموافقة عليه، سواء في القبول برصد حركة المواد والاجهزة المستوردة والمصنعة، أو في التخفيضات المطلوبة للنشاط النووي، أو بإيقاف بعض المنشآت كليا، أو بتركيب أجهزة التصوير والمراقبة، أو بالسماح بفرق التفتيش في أي مكان وزمان. في المقابل لم يقدم الغرب أي تنازل بل بقي على موقفه السابق وهو رفع العقوبات عند موافقة إيران على مطالبهم مع اشتراط إعادتها فور الإخلال بالالتزام ببنود الاتفاق. (٤)

هل هناك بنود سرية للاتفاق؟
لو كانت المفاوضات بين أمريكا وإيران فقط لكان واردا أن يكون في الاتفاق بنود سرية، لكن المفاوضات شارك فيها عدة دول بشفافية كاملة ولذا يستحيل أن يكون فيه مثل تلك البنود. لكن لا يمنع هذا أن تكون جرت تفاهمات جانبية بين إيران وأمريكا مرتبطة بالعقوبات والنشاط النووي نفسه ساعدت في إنجاز الاتفاق. هذه التفاهمات الجانبية لن تتعدى تعهدات شفوية ويكاد يستحيل أن تصل إلى معاهدات مدونة، لأن أي ترتيب من هذا القبيل خاضع للجان الكونجرس التي فيها كثير من المتربصين بأوباما ممن سيفضحونه.

كما إنه ليس من الوارد أن يكون ضمن هذه التفاهمات تنسيق العمل ضد التيارات الجهادية في العراق والشام ولا التآمر ضد دول الخليج. أما التنسيق ضد الحركات الجهادية فكلا البلدين مقتنع به وراض عن مستواه منذ سنوات، ووافق الطرفان على الاعتراف به ولم يعد سرا. وأما التآمر ضد دول الخليج فهو أسطورة لا يكررها إلا من لا يعرف أهمية دول الخليج لمصالح أمريكا العالمية. هذه المصالح حيوية لأمريكا لدرجة أنها تخاطر بتدمير إيران بدلا من أن تتساهل فيها. (٥)

هل المشروع الإيراني النووي حقيقي وباتجاه القنبلة الذرية؟
طبقا للتقارير الدولية لم تصل البنية التحتية ولا المواد المتوفرة في المنشآت النووية الإيرانية لمرحلة إنتاج القنبلة النووية في أي مرحلة من مراحلها. ولا تستطيع هذه المنشآت في أفضل حالاتها إنتاج قنبلة دون تغيير بنيوي في البرنامج حتى بدون اتفاق مع وكالة الطاقة النووية.

لكن طريقة ترتيب البرنامج  والجدية في إتمامه وعدد الكوادر المشاركة وتوسع شبكة العلاقات العالمية تجعله مهيئا لإنتاج القنبلة لو لم يتم الاتفاق. والإشكالية ليست في المباني والمنشآت ولا المواد المتوفرة بل في وضوح الخطة ووجود العدد الكافي من الكوادر التي يحتاجها هذا المشروع.

ولم يتوفر دليل مباشر لدى الغرب على خطة صريحة لإنتاج القنبلة النووية لكن المخابرات العالمية جمعت ما يكفي من القرائن التي توحي بمجموعها على أن إيران تنوي فعلا امتلاك القنبلة النووية عاجلا أم آجلا. ولو تركت إيران بدون مراقبة ولا حصار منذ انطلاق مشروعها النووي لربما أنتجت القنبلة قبل سنة ٢٠٢٠. (٦)

لماذا اختار الغرب المفاوضات ولم يقصف المفاعل النووي مثلما فعل في العراق؟
ضُرب المفاعل العراقي في الثمانينات بقصف جوي إسرائيلي رغم أن العراق وقتها كان على وفاق مع الغرب، فلماذا لم تقصف المنشآت النووية الإيرانية مثلما حصل في العراق؟  هل السبب قوة دفاعات إيران الجوية وقدرتها على حماية المنشآت؟

طبقا للتقارير العسكرية الدولية فإن الدفاعات الجوية الإيرانية لا تستطيع عمل شيء لو قرر الغرب أو إسرائيل قصف إيران، لأنها هذه الدفاعات لا تكافئ تكنولوجيا الصواريخ والطائرات الغربية والإسرائيلية. ورغم الدعم التقني الروسي والتطوير الذاتي في المؤسسة العسكرية الإيرانية لا تزال هذه الدفاعات أعجز من أن تكافئ الطيران الغربي. كما إن تكنولوجيا الصواريخ المخترقة جعلت وجود المنشآت تحت الأرض ليس ذات قيمة.(٧)

السبب الحقيقي هو الخوف من تداعيات أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، لأن إيران تستطيع أن تنتقم من أمريكا لو قصفت منشآتها. يمكن لإيران ضرب منشآت النفط في الخليج بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، أو تحريك الأقليات الشيعية في الخليج للسيطرة على منابع النفط، أوضرب السفن الأمريكية في الخليج، أوتكليف الجيش العراقي الشيعي بمهاجمة ما تبقى من القوات الأمريكية في العراق. (٨) هذه التداعيات أخطر على أمريكا من القنبلة النووية الإيرانية لأنها توقف تدفق النفط الخليجي وترفع أسعار النفط لمستوى يشل الاقتصاد العالمي، وتدخل كل المنطقة في فوضى عارمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها.

وبعد انطلاق الربيع العربي ومواجهة إيران للحركات الجهادية في العراق وسوريا، تزايدت مخاطر هذه التداعيات وخشيت أمريكا أن يكون الكاسب من كل هذه الفوضى هذه التيارت الجهادية. أضف إلى ذلك أن أمريكا أدركت أن إيران تقوم بمهمة مفيدة لها في مواجهة الخطر الجهادي في العراق والشام، ولذلك دخلت معها في تنسيق غير مباشر ولا تريد أن تخسر هذا التفاهم بضربة يمكن الاستغناء عنها بالمفاوضات.

لماذا لم تقبل إسرائيل بالاتفاق؟
رغم قوة الاتفاق لصالح الغرب، ورغم إرغام إيران فيه على الرضوخ للشروط الغربية، لم تقبل إسرائيل به وأعلنت انزعاجها منه وبذلت جهدا سياسيا كبيرا لإفشاله. وإذا كان الاتفاق يوفر ضمانا بعدم قدرة إيران على إنتاج القنبلة الذرية، فلماذا تقلق إسرائيل، ولماذا تبذل كل هذا الجهد السياسي الذي أحرجها مع أمريكا؟

السبب الأول هو إصرار إسرائيل على تدمير البرنامج بالكامل، لأن إسرائيل تعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تعجز فيه الوكالات الدولية عن المراقبة وسيكون لدى إيران الفرصة لتحريك البرنامج مرة أخرى. كما إنها تعتقد أن إيران إذا تعافت اقتصاديا سوف تستطيع خرق الاتفاق والعودة لتنشيط البرنامج ولهذا لن يكون الاتفاق ضامنا لالتزام إيران. كما إن إسرائيل ترى أن البرنامج الصاروخي الإيراني جزء من البرنامج النووي ويجب تدميره وهذا ما لم يتحقق في الاتفاق. (٩)

السبب الثاني رغبة إسرائيل في أن يكون تأديب إيران بضربة جوية مدمرة رادعا لكل من يفكر بإنتاج قنبلة نووية في المنطقة وتأكيد أن هذا مصيره. والرسالة موجهة لكل الدول التي يمكن أن تفكر بذلك، سواء كانت تركيا أو مصر أو السعودية أو الجزائر أو غيرها.

لماذا لم تضرب إسرائيل إيران منفردة؟
قامت إسرائيل بضرب المفاعل العراقي في الثمانينات منفردة ونجحت في تدميره فلماذا لم تكرر نفس العمل مع إيران؟ السبب أن أمريكا وقتها كانت قد أذنت لإسرائيل بضرب المفاعل العراقي والآن لم تأذن لها بضرب إيران. لكن يبقى السؤال لماذا أذنت لها بضرب العراق ولم تأذن بضرب إيران؟

السبب هو أن إيران أفهمت أمريكا بشكل واضح أن أي هجوم على منشآتها من أي مصدر سيجري التعامل معه كما لو صدر من أميركا، وسيؤدي لنفس الانتقام المذكور مما يعني عقوبة لأمريكا على ما تفعله إسرائيل. ولذلك لم تكتف أمريكا بعدم إعطاء الإذن لإسرائيل بل حذرتها تحذيرا قاسيا من ضرب المفاعل النووي دون تنسيق معها. (١٠)

ومن المفارقات أن السبب ليس خشية إسرائيل من هجوم صاروخي لحزب الله على إسرائيل لأن إسرائيل مستعدة للتعامل مع هذا الخطر ولديها ما يكفي من المعلومات عن مدى ضرره. وكان من دهاء الساسة الإيرانيين أن جعلوا التهديد موجها لأمريكا بدلا من إسرائيل في الرد على ضربة إسرائيلية.

لماذا رضخت إيران الآن ورضيت بكل الشروط الغربية بعد العناد والتحدي السابق؟
حين فرض الغرب العقوبات على إيران قبل عدة سنوات، كانت إيران تستطيع تحمل هذه العقوبات لتمكنها من موازنة وضعها الاقتصادي والعسكري والأمني بما يسمح بالتعايش مع هذه العقوبات، وفي كل مرة يفرض الغرب المزيد من العقوبات يجد إيران قد تهيأت لعقوبات أشد. تطوران هامان أدخلا إيران في المرحلة الحرجة التي يمكن أن تصل فيها حد الإفلاس، مما دفعها لتقديم هذه التنازلات رغبة في رفع العقوبات.

التطور الأول هو انطلاق الجهاد في سوريا وتوقف موارد النظام السوري بالكامل، واضطرار إيران لتغطية نفقات قتال الجيش السوري وحزب الله بل وتغطية ميزانية سوريا كاملة تقريبا. ويقدر الخبراء ما تنفقه إيران في سوريا بمعدل نصف مليار دولار شهريا. (١١)

التطور الثاني هو الانخفاض الأخير في أسعار النفط والذي اعترفت إيران أنه أتى على البقية الباقية من قدراتها الاقتصادية. ولأن إيران لا تزال تعتمد على النفط كدخل رئيسي للدولة، فقد نزلت إيراداتها هذا العام إلى قرابة النصف بعد أن صارت تخسر ٤٠٠ مليون دولار يوميا بسب هذا الانخفاض. (١٢)

ولهذا صارت إيران بحاجة ماسة لرفع العقوبات حتى تعوض عن هذه الخسائر الضخمة، وهي تأمل من خلال الاتفاق في إقناع أمريكا بالضغط على دول أوبك لتخفيض إنتاج النفط ومن ثم رفع أسعاره. ولا يوجد أي سر آخر لتفسير موافقة إيران بعد عنادها كل هذه السنين غير هذا.

الملاحظ أن الرأي العام الإيراني لم يكن له دور في تغيير موقف النظام الإيراني، رغم معاناة الشعب الإيراني بسبب العقوبات. ومن المعروف أن النظام الإيراني لا يأبه كثيرا بالرأي العام خلافا لما يعتقده الناس، بعد أن ترسخ في الأذهان دور الثورة الإيرانية في إزاحة الشاه. وهذا الاحتفال الكبير برفع العقوبات من قبل الشعب الإيراني هو دليل على أنهم كانوا يكتمون غضبهم على تحمل العقوبات، عكس ما يدّعى أنهم تحملوا ذلك تأييدا لموقف وطني في برنامج نووي.

ماذا سيترتب على الاتفاق من جهة إيران؟
سيترتب رفع العقوبات ومعه سماح أمريكا وأوربا للشركات الكبرى بالاستثمار في إيران، ومن ثم تحويل إيران إلى ميدان استثماري ضخم بعد أن تَوَقف الاستثمار فيها لعقود. الجدير بالذكر أن الرفع يفترض أن يشمل حتى العقوبات التي فرضت بعد أيام أيام الثورة الأولى مما يعني استثمار الفراغ الاستثماري منذ ١٩٨٠ تقريبا.

وأكدت كثير من الدوريات الاقتصادية أن الشركات الأوربية والأمريكية في حالة سباق منذ أكثر من عدة أشهر، بعد أن سربت لها إيران أنها سوف توافق على الشروط الغربية. وتقدر المشاريع الصالحة للاستثمار بالتريليونات مما يعني أنتعاشا كبيرا في الاقتصاد الإيراني يستحق التفريط بالبرنامج النووي. (١٣)

هذا الانتعاش سيغير موازين القوى الاقليمية لصالح إيران، لأنها سوف تستطيع تقديم المزيد من الدعم للنظام السوري وحزب الله والحوثيين وتمويل النشاطات الطائفية والاستخباراتية المعتمدة على المال. كما أن هذا الانتعاش ربما يقنع تركيا بالحياد بعد إغرائها بالاستثمار ومنعها من الميل مع الدول الخليجية ضد إيران.

ماذا سيترتب على الاتفاق من جهة الغرب؟
سوف يطمئن الغرب إلى أن المشروع النووي الإيراني تحت السيطرة وخاضع للرقابة الصارمة ولن يقلق من قنبلة نووية إيرانية ما دام الاتفاق قائما. وسوف تستفيد كثير من الشركات الأوربية والأمريكية من الاستثمار في إيران بمبالغ خيالية كما ذكر أعلاه.

وأما ما قيل أن الغرب سيرتاح من حماية الخليج بعد أن يسلمه لإيران، فهذا رغم كثرة ترداده فهو مناف للحقيقة جملة وتفصيلا. أمريكا لن تسمح لإيران بتوسيع نفوذها في الخليج فضلا عن أن تسلمها الخليج، لما لأمريكا من مصالح مصيرية مع الأنظمة الخليجية.

ومن يردد هذا الكلام عليه أن يدرك أن إيران هي الدولة الوحيدة الخارجة عن النفوذ الأمريكي في المنطقة، وترسم استراتيجيتها لأهداف تخدم تطلعاتها المذهبية والقومية بشكل مستقل. ويستحيل أن ترضى أمريكا لدولة بمثل هذه الاستقلالية أن تتحكم بأكبر تجمع للنفط في العالم وهو نفط الخليج إضافة لنفط العراق وإيران.

وما يحتج به البعض أن أمريكا سمحت لإيران بالتحكم بالعراق وبناء عليه ستسمح لها بالتحكم بالخليج، مقارنة في غير محلها لسببين. أولا لم يحصل ذلك إلا بعد أن ذاقت أمريكا الأمرين على يد المقاومة العراقية واضطرت اضطرارا رغم أنفها للخروج من العراق، وكان أفضل حل لها هو أن تلقي المقاومة في حلق إيران. ثانيا لا تزال الكلمة الأخيرة في العراق، خاصة فيما له علاقة بالنفط، بيد أمريكا، وكل محاولات إيران لسرقة النفط العراقي أو التحكم به ضعيفة ومحدودة. (١٤)

ماذا سيترتب على الاتفاق من جهة الخليج؟
يفترض أن يزول خطر إيران النووية عن الخليج، لكن الحقيقة أن هذا لم يكن خطرا لأن إيران لا تستطيع مهاجمة الخليج بالنووي كونها تعلم أن الغرب سيحرقها بالكامل. والتخويف بالنووي قضية إعلامية أكثر منها حقيقية، فهذه إسرائيل لديها مئتين وخمسين قنبلة نووية ولم يتبادل الناس الخوف من قنابلها.

ولكن الأثر الحقيقي للاتفاق سيكون من انتعاش الاقتصاد الإيراني ورفع العقوبات، وسيكون أثر ذلك حسب توجه كل دولة خليجية على حده. الدول التي تؤمن بالتعامل التجاري مع إيران والاستثمار مثل الإمارات سوف يستفيد رجال الأعمال فيها كثيرا. أما الدول القلقة من النشاط الشيعي فسوف يزداد قلقها لأن إيران سوف تستفيد من انتعاشها الاقتصادي لتنشيط مشروعها الاستخباراتي في المنطقة.

هل سيمضي الاتفاق قدما؟
لعل الكثير لم يلاحظوا أن الاتفاق ليس اتفاقا نهائيا، بل هو إطار لاتفاق وقد أُجل التوقيع على الاتفاق النهائي إلى ما بعد شهرين من الآن . ولذلك فإن الاتفاق ليس له قيمة تنفيذية حاليا، فلو بادر أحد الطرفين بتنفيذ البنود المتعلقة به فإن الطرف الآخر ليس ملزما بتنفيذ ماعليه من بنود.

ويفترض أن التفاصيل التي تركت للتوقيع النهائي لن تكون عائقا وأن الصعوبات الأساسية تم تجاوزها. لكن يبقى المجال مفتوحا لاحتمالية المزيد من التأجيل أو حتى التراجع في مرحلة من المراحل خاصة مع قوة اللوبي المناهض للاتفاق في أوربا وأمريكا.

المشكلة الأخرى أن الاتفاق لن يكون نافذا بعد التوقيع النهائي إلا بإقرار الكونجرس. (١٥) وبقدر حماس أوباما ومعه تيار كبير في الحكومة الأمريكية للتوقيع النهائي على الاتفاق، فإن هناك تيارا مناهضا بقوة للاتفاق وله نفوذ في الكونجرس ومدعوم من اللوبي الصهيوني. هذه المقاومة للاتفاق لن تكون هينة، ومن الوارد جدا أن تنجح في رفض الاتفاق أو طلب تعديلات في بنوده مما يعني تأجيل تنفيذه إلى أن تتم موافقة إيران على هذه التعديلات.

---------------------------------------------
(١) سمي إطار الاتفاق لأنه كما ستقرأ في نهاية المقال ليس صيغة الاتفاق النهائي الذي سيجري التوقيع عليه بعد شهرين من الآن.

(٢) غلب على معظم الكتابات عن الشأن الإيراني التحيز والجهل والكتابة ببواعث العداوة والمؤامرة بطريقة تقضي تماما على الموضوعية وقد تأتي بمعلومات مبتدعة ليس لها أصل.

(٣) الحديث عن تاريخ المشروع النووي الإيراني والمفاوضات مع الغرب كثيرة جدا ويكفيك أن تكتب في محركات البحث لتجد قائمة طويلة من الكتابات والبحوث والتقارير عن الموضوع. وهنا أحد النماذج ، وهذا نموذج آخر


(٥) سبق أن أشرنا إلى ذلك في مقالنا "إيران الثورة مع أو ضد أمريكا".

(٦) واضح أن تدخل أمريكا والعقوبات ساهم في منع إيران من الحصول على القنبلة واقرأ تصريحات رئيس السي آي إي.

(٧) يوجد لدى الغرب كل المعلومات المطلوبة عن نشاطات إيران النووية ومواقعها وعمقها تحت الأرض ولديها التقنية للقنابل المخترقة التي تصل إلى عشرات الأمتار تحت الأرض.


(٩) عشر لاءات إسرائيلية عن الاتفاق أحدها عن الصواريخ البالستية.



(١٢) هذا أحد التقارير عن مدى خسارة إيران بسبب هبوط أسعارالنفط.

(١٣) تقرير في البي بي سي عن السباق على الاستثمار في إيران بعد الاتفاق.

(١٤) نحيلكم مرة أخرى إلى مقالنا "من أجبر أمريكا على محالفة إيران".

(١٥) بل إن الجمهوريين يريدون عرض الاتفاق النهائي عليهم قبل التوقيع.

هناك 3 تعليقات:

  1. هذا تحليل ضعيف
    لو وضعت القاسم العقدي المشترك بين اليهود والفرس في حسابك وهو قتل أكبر عدد من العرب لخرجت بتحليل أقوى من هذا

    ردحذف
  2. تحليل له ما يصدقه على ارض الواقع
    لكني اعتقد أن امريكا بهذا الاتفاق ستجعل من معاداة توازن القوى العسكرية والاقتصادية بين ايران والخليج مجالاً رحباً للمزيد من خلق التوتر واستمرار الصراع الطائفي والسياسي في الشام واليمن بحيث لا يغلب احد على احد ويستمر الاستنزاف لتصبح جنيع القوى متهالكة ومستنزفة وهكذا تكون قد أمّنت اسرائيل وجعلت الجميع تحت ضغط كبير وتحت السيطرة

    ردحذف