الأربعاء، 1 أبريل 2015

خواطر في مفهوم التديّن



مفهوم التدين عند معظم الناس هو الإكثار من الممارسات الدينية الظاهرة من النوافل وقراءة القرآن والأدعية والأذكار، والحرص على المظهر والتصرف الخارجي المعبر (١). ولا إشكال في اعتبار هذه الممارسات جزءا مهما من التدين ومن علامات زيادته، لكن التدين الحقيقي أبعد من ذلك وأوسع من أن يحيط بها إكثار النوافل والذكر والقرآن.

هذه محاولة لصيد بعض الخواطر حول مفهوم التدين الحقيقي، وتتبع أدلة الاقتراب من الله والتعرف على معالم التربية الروحية الصحيحة. ومما لا شك فيه أن حقيقة التدين والقرب من الله مرده في الحالات الفردية لله سبحانه، فلا يملك أحد الحكم على بشر بعينه إلا المعصومين، لكن القواعد العامة التي ليس فيها تقويم شخص معين، معروفة ومبسوطة في الكتاب والسنة والحديث عنها ضروري لتعلم وسائل القرب من الله. (٢)

حب الله ورسوله أصل التدين
بعض التعبيرات يكثر تردادها حتى يستقر في الذهن معانٍ غير المعنى الحقيقي، خاصة في قضايا المشاعر التي يصعب حسابها وجوديا، ومن ذلك مفهوم حب الله سبحانه وحب رسوله عليه الصلاة والسلام. وقد أكثر الحريصون على السنّة من تأكيد أن حب الله ورسوله لا معنى لها دون طاعتهما والالتزام بما جاء في الكتاب والسنة، وكرروا التنبيه إلى انحراف الرياضات الصوفية التي تُعنى بترتيب المشاعر على حساب الاتّباع.

وهذا كلام صحيح ودقيق ولا مراء فيه، لكن بالغ البعض في التأكيد على مفهوم الاتباع بطريقة جافة نزع منها الجانب القلبي والشاعري، أو قل إن شئت، الوجدان والعاطفة. (٣) فحب الله لا بد فيه من مشاعر هي مزيج من الخشية والتعلق وحسن الظن به والخوف من غضبه ورجاء رحمته واستحضار عظمته والعيش مع أسمائه الحسنى وصفاته العلى.  وحب رسول الله عليه الصلاة والسلام  لا بد فيه من استحضار الاحترام لمقامه العظيم والتعلق القلبي بشخصه الكريم وهوى به وشغفا وشوقا لذاته الشريفة (٤).

ولهذه الأسباب لا تصح الدعوى بحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وجدانيا بالمفاهيم الصوفية الروحانية دون العمل بما جاء به والانتهاء عما نهى عنه والالتزام بمنهج الصحابة في الفهم والتطبيق والاختلاف. وكذلك لا يصلح المبالغة في الأمر باتباعه دون أثر وجداني شاعري لمحبته عليه الصلاة والسلام. (٥) ولا يكتمل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحب أهل بيته مودة لقرباه عليه الصلاة والسلام وحب صحابته رضي الله عنهم اعترافا بحسن تربيته وتعظيما لأثر تعليمه ودعوته.




لا تفريط في الفرائض وكمالها أفضل من كل النوافل
الإكثار من النوافل مطلوب، وهو وسيلة من وسائل زيادة التدين لله، لكن لا يمكن أن يدخل الإنسان في صنف المتدين لله ما لم يؤد الفرائض، مهما اجتهد في غيرها مما يقرب لله. وجاء التصريح بالكفر في نصوص ثابتة لتارك الصلاة، (٦)كما جاء تهديد قريب من الكفر في تارك الصيام والزكاة والحج. (٧) وهذا التهديد بالكفر أو قريبا منه ليس مرتبطا بالجحود، بل مرتبط بالتقصير أو التهاون أو الكسل، فمن ترك الفرائض تكاسلا أوتهاونا فهو المقصود بهذا الوعيد، وأما الجحود فلا شك مخرج من الملة بلا خلاف بين العلماء. (٨)

وتفوّق الفرائض في التدين لا يقتصر على أدائها بالحد الأدنى، بل إن إتمام الفرائض أفضل من أي اجتهاد في النوافل (٩). فحضور صلاة الجماعة في المسجد في الفروض الخمسة أفضل من قيام الليل، والحرص على تنزيه رمضان من أي خادش أفضل من صيام النوافل، والحرص على إتمام الزكاة بتقصي كل المال وتبرئة الذمة أفضل من كل أشكال الإنفاق، والحرص على كمال أركان الحج وواجباته أفضل من ألف عمرة. (١٠)

وتفوق الفرائض يتضح كذلك في مقارنة التهاون بها مع الكبائر العظيمة، فتركها باتفاق العلماء (حتى من لا يرى التكفير) أشد جرما من عقوق الوالدين وقطع الرحم والزنا والربا والسرقة وقتل النفس وقطع الطريق. وهو كذلك أشد جرما من التهاون بفروض الكفاية مثل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رغم أهمية هذين الأمرين في الإسلام. (١١)

القلق من الذنب والتستر به
من علامات التدين ترك المحرمات وتجنب الطرق المؤدية إليها، لكن الإنسان خطّاء ولا يمكن أن يتحاشى هذه المحرمات تحاشيا مطلقا كما ثبت في الحديث، وإتيان المحرمات لا يعصم منه إلا الأنبياء(١٢). مقابل هذه الواقعية في تقبل احتمال اقتراف الذنوب، فإن الإسلام لا يتساهل في أمرين مرتبطين باقتراف المحرمات يَعظُمُ بها الإثم حتى لو كان صغيرا.

الأمر الأول، هو التهاون بالذنب وتكراره بلا مبالاة ودون توبة واستغفار، وهو ما يحول الصغيرة إلى كبيرة فـ "لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار".(١٣)  ولذلك فإن القلق من الذنب والشعور بالخطأ والحياء من الله بسببه هو من علامات التدين، بل إن الذي يشعر بالخوف من ذنبه ويقلق من آثاره عليه أكثر تدينا ممن لم يعمل الذنب وكأنه قد تفضل على ربه بترك الذنب.  

الأمر الثاني، هو المجاهرة بالذنب أمام الناس، ولعله مرتبط بالتهاون، فلا يمكن أن يجاهر إنسان بذنب إلا وقد استهان به. ومن شرط التدين الحقيقي أن يستحي المسلم من ذنبه ويبذل ما يستطيع للاستتار به، ليس خوفا من المخلوقين، لكن إدراكا لقبح الذنب في ذوق المسلمين ومنعا لتطبيع المجتمع المسلم على الحرام. (١٤)

حسن الخلق مقدم على النوافل
يغيب عن الكثير أن التقرب لله بالأخلاق الحسنة أفضل من كل النوافل، وهو ما ثبت قطعيا في أحاديث كثيرة. وحسن الخلق مفهوم واسع لا يقتصر على ما يسميه الناس بالأتاكيت، بل يشمل كل العلاقات مع البشر والكائنات من الوالدين لبقية العائلة والجيران لبقية المسلمين ثم غير المسلمين ثم الحيوانات والبيئة.

فبر الوالدين وصلة الرحم والإحسان للجار وإكرام الضيف ورحمة الصغير وتوقير الكبير كلها أفضل من النوافل دون تقليل من قيمة النوافل. والمتدين الحقيقي -بعد أدائه للفرائض- هو من يجتهد في هذه المنظومة من الأخلاق وليس متدينا من يتساهل فيها. وكثير ممن لا يبدو عليهم مظهر التدين في شكلهم ولباسهم وكثرة عبادتهم هم أقرب لله سبحانه بأخلاقهم وأدائهم لحقوق الناس. (١٥)

الصدق والأمانة نافذة على التدين
النفاق بكل أشكاله قبيح ومعارض للتدين مهما بذل صاحبه جهده في الظهور بمظهر المتدين، فلا دين ولا تديّن دون تحلي المسلم بالصدق والأمانة. ويكون المرء بعيدا عن الدين والتدين بقدر ما لديه من كذب وغدر وخيانة، حتى إذا اكتملت فيه هذه الصفات كان منافقا خالصا، كما جاء في الأحاديث الثابتة عن صفات المنافقين.(١٦)

والصدق والأمانة ليس محصورا في نقل الأخبار وحفظ الأموال، بل هو في كل ما فيه مسؤولية الأمانة، وعلى رأس ذلك قول الحق في مواطن الخطر والأمانة في تحمل المسؤولية عند الشدائد. ومن هنا فكثير من المحسوبين على العلم ممن عليهم مظاهر التدين لا ينفعهم مظهرهم إذا لم يمارسوا الصدق والأمانة. والصدق في هذا المقام هو بيان الحق وكشف الباطل والأمانة هي تحمل المسؤولية في مواجهة الظلم والمنكر.

وبسبب سوء التربية وتراكم النفاق العملي في المجتمع على مدى أجيال يتطبع الناس بأطباع النفاق حتى يظن بعضهم حقيقة أن الدين إنما يتمثل في المظاهر والطقوس والمناسك وليس في الأمانة والمسؤولية. وهذا التراكم الاجتماعي  حتى لو لم يكن نفاقا اعتقاديا فهو قطعا من النفاق العملي الذي يتعارض مع القرب من الله، فلا يمكن أن يتحلى بصفات الكذب والغش والخيانة إلا من نزع منه التدين الحقيقي.

المشاعر مع الدين
حب المسلمين الذي يعتبر من علامات التدين بالنصوص الثابتة يقصد به المودة الموجهة لكل مسلم لأجل الله لأنه مسلم قد وحد الله وآمن برسوله عليه الصلاة والسلام. ويترتب على ذلك أن تحب كل ما عند أخيك المسلم من طاعة لله وتكره ما عنده من معصية الله. وكلما كان مقدار الحب للمسلمين مرتبطا بما لديهم من دين وطاعة لله وبغض لما عندهم من عصيان وفسق كلما كان التدين قريبا من الكمال.(١٧)

ولهذا كان من أفضل القربات لله تمني الخير للمسلمين وتطهير القلب من الغل البشري عليهم، مستثنى من ذلك بغض ما عندهم من ظلم وفجور فهذا لا يجوز الرضا عنه. والعكس صحيح فإن من يسيء الظن بالمسلمين ويحسدهم على ما عندهم من خير ويتساهل في العدواة والبغضاء تجاههم في غير حقها فقد سقط في أسفل سلم التدين حتى لو كان صواما للنهار قواما للليل. (١٨)

وحب المسلمين يعني كذلك الفرح بانتصارهم على أعدائهم وخلاصهم من أي ظلم وطغيان واستبداد والحزن على مصائبهم وتمكين أعدائهم منهم. ومن لم يفرح ويحزن بهذه المقاييس فإن المشكلة لديه لا تقف عند نقص التدين بل ربما تكون في أصل عقيدته كلها وانتمائه لهذا الدين. (١٩)




الجهاد ثرمومتر التدين
ثبت في الحديث فضل الجهاد على كل النوافل لأن فيه حماية لبيضة الإسلام ورفعا لراية الدين وتمكينا لأمر الله وتحكيما لشرعه. ولأن مثل هذه الأهداف تبقي هيبة الدين وتدفع البشر كلهم لعبادة الله وتوحيده فيكون أجرها بقدر من ينتفع به فمن الطبيعي أن يكون الجهاد أفضل من النوافل التي تنفع صاحبها فقط أو تنفع عددا محدودا من الناس. (٢٠)

ولذلك فإن من علامات التدين حب المجاهدين والذب عنهم والبحث عن معاذير لهم إذا أخطأوا والسعي لنصحهم إن كان لا مجال لعذرهم. والعكس صحيح فإن من علامات البعد عن الدين التضايق من نجاحات المجاهدين والترصد لأخطائهم والجرأة في وصفهم بأوصاف غير شرعية. مع أن مداراة المجاهدين لا تعني السكوت عن أخطائهم وتنبيههم لها والبراءة منها لكن لا يعني هذا الإرجاف بهم وتخوينهم واتهامهم بالابتداع والانحراف. (٢١)

الموقف من منكري الظلم والفساد
لا جدال أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقدم على النوافل، لأنه أقرب لوصف الفريضة من النافلة حتى كاد أن يعتبر ركنا سادسا من أركان الإسلام. والسبب أن أثر مثل هذا العمل يتعدى إلى الأمة المسلمة كلها ويكون من نصيب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر  نسخة من أجر كل من تأثر بأمره ونهيه.

وكلما عظم المنكر وقوي صاحبه وصعب إنكاره كلما عظم أجر وفضيلة الإنكار حتى يصل إلى أقصاه في الإنكار على الحاكم الظالم فيكون الأجر أعظم درجات الجهاد ويكون الموت بسببه أفضل أنواع الشهادة في سبيل الله. ولذلك فإن كل ساع لإزالة الظلم والفساد العام الذي يحميه الأقوياء هو بمثابة مجاهد في أفضل ميادين الجهاد. (٢٢)

ومن يتحاشى هذا الإنكار خشية الأذى الذي يترتب عليه فهو مقصر لا شك في ذلك، لكن لديه فرصة أن يحقق التديّن لله في هذا الجهاد، بحب وتأييد ودعم من يقوم به والدفاع عنه والذب عن سمعته وعرضه. وأما من يتخلى عن هذا الواجب وفي المقابل يبحث عن معاذير للظلمة ويتتبع زلات المحتسبين عليهم فهذا ليس مقصرا فحسب بل أقرب للمنافق حتى لو كان مصنفا من العلماء وعليه علامات التدين في شكله وأعماله.

الفزعة للمسلمين وإغاثة الملهوف وإعانة الضعيف
من الخلق الإسلامي الذي يعتبر كمالا في التدين الفزعة للمحتاج في كل أنواع الفزعة والإعانة. فإغاثة الملهوف ومساعدة الضعيف وإطعام الفقير وإنقاذ المشرف على الهلاك، والتوسط لمن يحتاج إلى وجاهة والإصلاح بين متخاصمين كلها أقرب لله من الاجتهاد في النوافل. (٢٣)

والعكس صحيح فخذلان المحتاج والتخلي عن الضعيف مع القدرة ليس ضعفا في التدين فحسب بل إثم ومعصية وقد يصل إلى الجريمة إن كان في المسألة دفع ضرر أو منع مصيبة. بل إن بعض حوائج المسلمين قد تؤثر في الفرائض نفسها فيجوز مثلا أن يجمع الصلوات لأجلها أو أن يقدم صرف الزكاة عن وقتها إن كان في ذلك حاجة أو ضرورة. (٢٤)

النية،  وإلا فلا تديّن
كل هذه الأعمال الجميلة والفاضلة لا يمكن أن تكون تدينا لله إلا أن تكون مبنية على احتساب له واستحضار النية في رضاه. وحتى يحقق المسلم التدين الصحيح لا بد أن يدرب نفسه على استحضار النية لأن تطبع الإنسان على هذه الأعمال الفاضلة قد يحيلها روتينا ينسى به الاحتساب فيحرم الأجر لأنه لم يعد تدينا لله حتى لو كان أمرا محمودا يستحق الثناء عليه.

ولذلك فإن الفزعة للضعيف لن تكون تدينا إن كانت مروءة وعروبة فقط، وبر الوالدين والاحسان للجار لن يكون قربى لله إن كان طبعا وجبلة تربى عليها الإنسان لذاتها. والإعجاب ببطولات المجاهدين والفرح بدفع المخاطر والتشفي بالأعداء دون استحضار أن هذا تمكين للدين ونصر للمسلمين ورفع لكلمة الله أمر جميل ولا غبار عليه لكنه ليس تدينا ولا قربى لله. وكذلك احترام المناضلين الذين يثبتون أمام الطغاة والظلمة وتقدير صبرهم وتحملهم للأذى لا يمكن أن ينال أحد به الأجر إلا إن كان إعجابا به كجهاد في سبيل الله واستحضار مقاصد الشرع فيه. (٢٥)

التوازن بين الشعور بالتقصير والثقة بالله
من كمال التدين الشعور المستمر بفضل الله والافتقار إليه والحاجة الدائمة لتوفيقه وتثبيته وبركته وهداه والاجتهاد في حمده وشكره على ذلك باللسان والعمل. ومن كمال التدين الشعور بالتقصير في حق الله وتحاشي أي خاطرة ولو عابرة في المنة عليه أو اعتقاد النجاح التام في أداء الواجبات وترك المحرمات.(٢٦)

وفي المقابل فإن من كمال التدين أن لا تعني هذه المشاعر الاكتئاب والشعور بالفشل والخسارة واليأس من رضا الله، بل لا بد من حسن الظن به والثقة بتأييده وتوفيقه في الدنيا والطمع برحمته في الآخرة. وحتى مع حصول المصائب يدرك المسلم أن الله قد دفع عنه من الشر ما هو أسوأ منه ومهما بلغت مصائب الدنيا فلن تكون مثل المصيبة في الدين. (٢٧)

-----------
١) يكرر البعض أن فلان "مطوع" ، أو من أهل الله، أو متدين، وهم يقصدون هذه المظاهر الخارجية أو ما يعرف عنه من حرص على النوافل والقرآن والذكر.

٢) هذا الكلام ليس على إطلاقه فربما يصدر من شخص من علامات الكفر والفساد والظلم ما لا مجال فيه للتأويل ولا للجهل أو قد يتواتر الموقف عليه من عامة المسلمين فيما يمكن أن يقع تحت "أنتم شهود الله في أرضه".

٣) تجد ذلك في كثير من الكتب التي فيها رد على الصوفية وبعض كتابات من يدعون السلفية ممن يتحدثون بلغة جافة عن قضايا عبادية تحتاج رقة وشاعرية خاصة فيما يخص الذات النبوية الشريفة.

٤) كثير ممن يستحضر هذا الحب، يصيبه خشوع وتدمع عيناه من قراءة السيرة النبوية، وقدوته في ذلك الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يحبون النبي عليه الصلاة والسلام باتباعه ويحبونه شخصيا بولهٍ وتعلق وقصة أذان بلال في بيت المقدس تجسد هذا المعنى.

٥) ولذلك ترى الصحابة رضي الله عنهم والعلماء الكبار في التاريخ الإسلامي يجمعون هذين المبدأين بكل اقتدار، ومن ذلك فإن أبابكر الذي هو أعظم الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعه هذا الحب أن يقف وقفته العظيمة بقوله "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات". وكان هذا دأب علماء الإسلام الكبار في الالتزام الصارم بالاتباع من جهة وتعظيم الذات النبوية تحديدا والرقة في التعامل عند ذكر ما يتعلق بها من جهة أخرى.

٦) صحت أحاديث كثيرة في التصريح بكفر تارك الصلاة وراجع لمزيد من التفصيل كتاب (الصلاة وحكم تاركها لابن القيم).

٧) جاء في الحديث الوعيد الشديد عن ترك رمضان والزكاة والحج وفيها كلها معان قريبة من الكفر بل إن بعض العلماء يرى تكفير من يتركها تهاونا.




٨) تكفير الجاحد لهذه الفرائض ليس مستنبطا من الوعيد فيها بل لأن فيه إنكارا للمعلوم من الدين بالضرورة.

٩) ثبت في الحديث أن صلاة الفجر في جماعة أعظم من قيام الليل
فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله. ورواه الترمذي بلفظ: من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة. ورواه أبوداوود بلفظ: من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة. وكلاهما عن عثمان أيضا.

وجاء في الحديث الذي رواه البخاري "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ".

١٠) من نماذج ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) متفق عليه.

١١) جمع بن القيم في كتابه "الصلاة وحكم تاركها" نقولات العلماء في الإجماع على هذا الأمر.

١٢) جاء في الحديث "كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" وهذا الأثر مختلف في صحته لكن متفق على معناه .

١٣) روي عن بن عباس موقوفا بإسناد صحيح ولم يصح مرفوعا ويؤيده أحاديث كثيرة.

١٤) في ذلك أحاديث كثيرة من أشهرها الحديث المتفق عليه  "كل أمتي معافى إلا المجاهرون" وهنا بعض فوائد الحديث
وقد أفاض بن القيم في الكلام عن فضل التستر وعدم المجاهرة بالذنب في كتابه ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي).

١٥) ثبث في هذاا المعنى أحاديث صحيحة كثيرة وراجع مقالنا حقائق هامة عن الاخلاق الإسلامية.

١٦) صح في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" وهذا اللفظ رواية ا لبخاري عن عبد الله بن عمرو وأما لفظ رواية مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال  "أربعٌ من كن فيه كان منافقًا خالصًا . ومن كانت فيه خلةٌ منهن كانت فيه خلةٌ من نفاقٍ . حتى يدعَها : إذا حدث كذب . وإذا عاهد غدر . وإذا وعد أخلف . وإذا خاصم فجر . غيرَ أن في حديثِ سفيان : وإن كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خصلةٌ من النفاقِ". وناقشنا هذا الموضوع باستفاضة في مقالنا المذكور في الهامش السابق.

١٧) يشتهر في ذلك حديث "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان " رواه البخاري وهنا تخريج وشرح للحديث
ومن الأحاديث كذلحك حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ) رواه أحمد وحسنه محققو المسند ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب .

١٨) جاء في حديث أنس "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة" وهنا نصه كاملا.

١٩) في هذا البحث نماذج من المشاعر التي يجب أن يشعر بها المسلم.

٢٠) الأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا، وقد استفاض في ذكر فضائل الجهاد والامر به وكونه أفضل الاعمال بعد الفرائض شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في الجزء الثامن والعشرون. 

٢١) هنا بعض النقولات عن ذم الإرجاف بالمجاهدين.

٢٢) منها حديث أبي سعيد الخدري (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) وحديث بن عباس ( سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله).

٢٣) بحث مستفيض في الموضوع.

٢٤) جاء في الحديث " ما من امرئٍ يخذلُ امرأً مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيهِ مِنْ عرضِهِ، ويُنتهكُ فيهِ مِنْ حُرمَتِهِ، إلَّا خَذَلَهُ اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيهِ نُصرتَهُ، ومَا منْ أحدٍ ينصرُ مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيهِ منْ عرضِهِ، ويُنتَهكُ فيهِ منْ حُرمَتِهِ، إلَّا نصرَهُ اللهُ في مَوْطِنٍ يُحبُّ فيهِ نُصرَتَهُ"
أخرجه البخاري في " التاريخ " (1/ 1/ 347/1094) ، وأبو داود (4884) ، والفسوي في " المعرفة " (1/ 300) ، وابن المبارك في " الزهد " (243/ 296) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (8/ 189) ، وأحمد (4/ 30) ، وابن أبي الدنيا في " الغيبة " (99/ 06 1) ، و " الصمت " (135/ 241) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (5/ 110/ 4735) ، والبيهقي في " السنن " (8/167 - 168) ، والبغوي في " شرح السنة " (3 1/ 8 0 1/ 3532) . وذكر الشيخ سعيد عبدالعظيم ان ذلك من صلب عقيدة المسلم في كتابه منهج شيخ الاسلام ابن تيمية ودعوته الاصلاحية ص ١٢١. 

٢٥) اشتراط النية لقبول العمل أمر معروف ومشهور وحديث "إنما الأعمال بالنيات" لا يكاد يجهله أحد، لكن دقائق تطبيق هذا المبدأ هو الإشكال الذي يقع فيه الكثير.

٢٦) تعليق جميل للشيخ محمد محمود الصواف على قوله تعالى "قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم .. الآية).

٢٧) ناقش بن القيم كتابه مدارج السالكين مبدأ الموازنة بين الخوف والرجاء وبين الرضا بالقضاء والعمل بالأسباب مناقشة عميقة وكذلك المقدسي في كتابه مختصر منهاج القاصدين في فصل كامل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق