الأربعاء، 25 مارس 2015

التاريخ القادم



ملامح المستقبل في الربيع العربي


نصف قرن بلا تغيير
عاش العرب منذ خروج المستعمر وحتى انطلاق الربيع العربي حالة رتيبة، بأقطار حدد المستعمر حدودها، وتحت سلطة أنظمة مستبدة، وفي تبعية للقوى العظمى، وفرضت عليهم نخب وقيادات اجتماعية سيئة (١). هذه الرتابة لم تمنع التحولات في السلطة من نظام إلى نظام، لكن بقى الوضع العام في سياق الاستبداد والقطرية، ولا يخطر في البال أن يزول الاستبداد أو تزول الحدود.

وكل محاولات الوحدة وإزالة الحدود والتخلص من سايكس بيكو كانت مصطنعة متكلفة صادرة بإرادات فوقية، ولذلك فشلت، بل كانت في بعض الأحيان هزلية مضحكة (٢). وكذلك محاولات تخفيف الاستبداد، إنما حصلت بانقلابات أو بوراثة شخص أكثر طيبا ممن قبله، مع بقاء خيوط السلطة بيد الحاكم الفرد أو العصابة الحاكمة.

عهد الشعوب
الروح التي تجتاح المنطقة الآن في الربيع العربي لها شأن آخر، فهي لم تنشأ عن رغبة حاكم في التغيير، بل انطلقت بشكل جماعي من داخل ضمائر الناس، وضَرَبت في أساس التركيبة السياسية والاجتماعية. ولهذا السبب فإن قواعد اللعبة وقوانين المعادلة تغيرت تماما عما عليه الحال منذ أكثر من ستة عقود.

هذا التغيير في القلوب والنفوس، هو خليط من وعي بالواقع، وشعور بالانتماء الإسلامي، وسعي للحرية والكرامة، وتحمل للمسؤولية بتحقيق العدل. ولا يملك أحد أن ينسب لنفسه فضل هذا التغيير، لأنه ليس نتاج عمل محدد، بل هو أثر لتراكمات اجتماعية وثقافية وسياسية وإعلامية وحركية، تفاعلت مع هذه الكتل البشرية، وهو تفاعل لا بد أن يأخذ وقته في التغيير. (٣)

وزخم التغيير الذي حصل، وضخامة الأحداث التي يصنعها وتعقيدها، سيجعل أي قوة مهما بلغت من الدعم الإقليمي والعالمي غير قادرة أن توقف هذا الزخم أو تستوعبه، حتى لو أخرته قليلا أو عطلت الجزء السياسي من مساره.  ولهذا يمكن القول بشكل قاطع، أن العهد القادم ليس عهد الحكام بل هو عهد الشعوب. ومهما بلغ الحكام من السطوة، ومها حصل من التنسيق بينهم، ومهما استغاثوا بالقوى الإقليمية والعالمية، فلن يستطيعوا إيقاف زخم هذا التغيير الجماهيري. (٤)

إعادة تأسيس المجتمع وقياداته
مُسخت المجتمعات العربية على مدى قرن من الزمن لتتقبل العبودية، وبُرمجت لتتحرك وتتصرف كما يريد المستعمر ثم كما يريد الحاكم المستبد، وعاشت بتركيبة معينة وقيادات وعادات وتقاليد ومفاهيم تصب في مصلحة الحاكم. أتت هذه الروح الجديدة لتسري في الناس، لا لتغيّر الواقع السياسي فقط، بل لإعادة المجتمع إلى تركيبته الأصلية وعلاقاته الصحيحة ورموزه المؤتمنة ومفاهيمه السليمة.

وحين انطلق الربيع العربي بدأ يفضح النخب المصطنعة والقيادات الاجتماعية التي تدور في فلك الحكام، ويرفع رموزا جديدة لم تكن عُرفت من قبل. شمل هذا التغيير كل أنواع النخب من علماء دين إلى مثقفين إلى أعيان وشيوخ قبائل إلى رجال أعمال وأكاديميين إلى غيرهم.(٥) ولذا انفضح وسقط علماء ومثقفون وأعيان كان يشار إليهم بالبنان ويتصدرون الإعلام والمجالس، وارتفعت أسماء لم تكن عُرفت من قبل.

ومن ضمن نتائج هذه الهزة الاجتماعية الكبيرة، أن دفع المجتمع دفعا للعودة للتشكيلات الأجتماعية الأساسية مثل القبيلة والعائلة الكبيرة والأحلاف والالتفاف حول الرموز الدينية والشعبية. وما حصل في العراق وسوريا وليبيا نموذج مصغر لهذه النتيجة، فقد لوحظت عودة التكتلات القبلية والعائلية والالتفاف حول الرموز الدينية والشعبية.

تغيير واقع الحركات والاحزاب
هيمن على المجتمعات خلال الفترة الرتيبة قبل الربيع العربي عدد من الجماعات والتيارات الإسلامية وغير الإسلامية، واستحوذت على النشاط الاجتماعي، وبقيت تتنافس فيما بينها ردحا من الزمن. وانحصرت كل محاولات الاستشراف السابقة لحركة المجتمعات داخل حسابات تفوّق جماعة أوتيار على جماعة أو تيار آخر. وكان واضحا أن هذا التنافس والصراع بين التيارات خاضع لنفس قواعد اللعبة السابقة تحت مظلة الحكومات والنظام الدولي القائم.

جاء الربيع العربي ليخلط الأوراق ويذيب تيارات كاملة وينشيء تيارات أخرى، ويفكك جماعات ويجمع شذرات بؤر اجتماعية في جماعة جديدة ويضعف حركات ويقوي حركات بدلا منها. ففي حين كان الإخوان والتيارات السلفية التي توالي الحكومات أو تداريها على الأقل هي الغالبة على المشهد، صارت التيارات الثورية والمسلحة هي الأكثر قبولا، بل ربما استحوذت على الكثير من قواعد الأخوان والتيارات السلفية. (٦)
إعادة ترتيب الدول
عدم الاكتراث بالحدود السياسية ليس مقتصرا على أتباع وجنود "الدولة الإسلامية"، بل إن معظم العرب والمسلمين لا يعترفون في وجدانهم الحقيقي بهذه الحدود، ولا يرى لقناعتهم بها أثر إلا في معاملاتهم الرسمية. ورغم كل ما بذل لترسيخ مفاهيم الوطنية والقطرية، فلا يزال الانتماء المرتبط بها مفتعلا شكليا جاهزا للانحسار في لحظة سقوط الدول. (٧)

وحين انطلق الربيع العربي في تونس ثم مصر وليبيا وسوريا واليمن، كانت قلوب العرب والمسلمين كلها معهم كما لو كان الحدث يجري في بلادهم. وكمثال للقبول الوجداني بذلك فإنه رغم ما على "الدولة الإسلامية" من مآخذ لم يتجرأ أحد على انتقاد تدميرهم للحدود بين سوريا والعراق. وحتى الذين تحفظوا، لم يرفضوه من حيث المبدأ، بل اعتبروا الحدث مسببا لمتاعب لا داعي لها، لأنه سيثير حفيظة الغرب الذي لا يريد وحدة المسلمين. (٨)

الخروج من سيطرة وتلاعب القوى الخارجية
تكاد معظم الحكومات في العالم العربي تقدم مصلحة السلطة الحاكمة على مصلحة الوطن والشعب، ولذلك كانت مداراة القوى العالمية والإقليمية من شروط بقائها. ولهذا السبب صارت أمريكا وأوربا متحكمة ببلداننا حتى أصبح هذا التحكم من الحتميات التي جعلت مداراة هذه القوى لا يتعارض مع نفسية الاستقلال.(٩) ولنفس السبب تمكنت إيران من السيطرة على لبنان وسوريا والعراق وأجزاء كبيرة من اليمن. (١٠)

اندلع الربيع العربي فسحب البساط من تحت أقدام السلطات، وجعل الشعوب نفسها في مواجهة القوى العالمية والإقليمية. ونظرا لأن الشعوب إذا ثارت لا تراعي الموازنات العالمية فإنها لا تقلق من غضب هذه القوى، بل ربما تجد في مواجهتها متعة، لأنها تشبع الرغبة في تأكيد الهوية والانتماء والكرامة والحرية.

ولذا فحين عجزت الحكومات أن تفعل شيئا أمام التمدد الإيراني، بل ربما ساهمت عن قصد أو غير قصد في توسعه، تصدت له الشعوب بكل جدارة. وكل ما حصل في مواجهة هذا التمدد في العراق وسوريا واليمن إنما هو نتاج مباشر أوغير مباشر لنضال الشعوب بعد انطلاقة الربيع العربي. وفي مقارنة بسيطة تقوم السلطة السورية والعراقية بتمكين إيران بينما يقف الشعبان العراقي والسوري بجدارة أمام هذا التمكين. (١١)

تقبل العنف كوسيلة للتغيير
غلب على الشعوب العربية قبل الربيع العربي، بل وحتى في بدايته، التضايق من العنف وتحاشي حمل السلاح، وذلك لأنهم تربوا لعدة أجيال على ترك مهمة العنف للسلطة. وإذا كان هذا هو تعريف الدولة كما جاء عند الفلاسفة الغربيين (١٢) فهذا التعريف يليق بالدول التي تأسست بعقد اجتماعي سليم، يعطي السلطة حق احتكار العنف حتى يطبق على من يستحقه تبعا لهذا العقد. الحال في بلداننا مختلف، فأولا لم تكن دولا طبيعية تشكلت تلقائيا نتيجة صراع اجتماعي وتاريخي بل هي نتاج "مسطرة" القوى الاستعمارية، وثانيا مارس الحكام احتكار العنف دون عقد اجتماعي ولا تفويض شعبي. (١٣)

انطلق الربيع العربي براية سلمية صادقة، فكان المتوقع -والحال هذه- أن يتعرض الثوار للقمع الشديد، أو أن ينقلب عليهم الوضع بما يسمى الثورة المضادة حتى يكون العنف ضدهم مبررا بطريقة أكثر "شرعية". ونظرا لأن الروح التي سرت في الثوار ليست مؤقتة ولا عارضة، كان لا مفر من اللجوء للسلاح، في حركة بدأت بالدفاع عن النفس وانتهت بحرب شاملة على المستبدين.

هذا اللجوء للسلاح بدأ دون تخطيط ولا قصد، ثم تطور حتى صار مشروعا قتاليا واسعا في حرب شاملة طويلة الأمد. استغرق الأمر مدة طويلة حتى ينتقل من مجرد دفاع عن النفس إلى حرب شاملة، مما أعطى فرصة لتقبل تدريجي لاستخدام السلاح بل وتأييد من يحمل السلاح وتشجيعه والالتحاق به وجمع المال من أجله. هذا التحول التدريجي غيّر أذواق معظم الناس في العالم العربي، وجعل حمل السلاح مقبولا في البلاد التي اندلع فيها القتال، وفتح له شهية في البلاد التي لم تنطلق فيها الثورات. (١٤)

تغيير المفاهيم والتطلعات والاهتمامات
الرتابة التي عاشها الناس قبل الربيع العربي جعلت الاهتمامات محصورة فيما يمكن أدائه فقط، ضمن المباحات التي يسمح بها الحكام من أكل وشرب ووظيفة ووسائل ترفيه مختلفة، سواء كانت مقبولة دينيا أو غير مقبولة. أما المفاهيم فكانت مرتبطة بما يمليه الحاكم بسلطته وإعلامه ومؤسساته الدينية والإعلامية والثقافية والتعليمية.

جاء الربيع العربي لينسف الاهتمامات والمفاهيم السابقة ويؤسس لتطلعات وآمال ومفاهيم جديدة مرتبطة باستقلالية الفكر والثقة بالنفس والرغبة بالانطلاق والحرية والاستعداد لكل أنواع التضيحة. تحول الاهتمام والقلق من الميدان الشخصي إلى ميدان الأمة كلها، وتغيرت المفاهيم من الرضا بالعبودية والذل والتبعية إلى التوق للحرية والكرامة والعدل.

لكن الأهم من ذلك هو التغير في الرؤية والهوية والانتماء والمرجعية والمسؤولية. بدأت ترتقى رؤية العربي لنفسه ولهويته من فرد في قطيع يقوده الحاكم، إلى شخص كامل الإنسانية يرى نفسه أمام بقية البشر منتميا لأمة عظيمة برسالة واحدة. وبدأ يرتقي مفهوم المرجعية من احتكام لقوانين وضعها الحاكم ليتسلط بها على الشعب إلى الوحي الذي فيه أعلى درجات الاستقلالية. وبدأ يرتقي مفهوم المسؤولية من تبعات الذات والعائلة الصغيرة إلى تحمل المسؤولية الجماعية للأمة والعالم. (١٥)

مراحل التحول
هذه الروح الجارفة التي تسري في النفوس ولا تكترث بالحدود وتنتشر العدوى فيها بسرعة هائلة، ستفرض نفسها قطعا، وتؤدي إلى سلسلة تغييرات يفترض أن تكون متلاحقة بترتيب معين. هذه التغييرات لم يعدّ لها أحد، ولم تخطط لها جماعة، بل هي حتميات تاريخية، تسير طبقا للسنن التي سنها الله في المجتمعات، ولا يستطيع أحد أن يوقفها ولا أن يغير مسارها. وفي محاولة لاستشراف التغيير يمكن تصور التسلسل بالشكل التالي:

المرحلة الأولى الثورات التي انطلقت في بعض البلدان وتحولت إلى مواجهات مسلحة، وتعرضت لتدخلات إقليمة ودولية لم تتمكن من إيقافها. خلال هذه الخطوة لن يتغير النظام العام للعالم العربي، بسبب إصرار القوى العالمية والإقليمية على بقاء الوضع القائم وحرصها على حماية مصالحها المرتبطة بوجود المستبدين. ولذلك نجحت القوى الإقليمية والعالمية في إبقاء النظام السوري، ومحاصرة التجربة التونسية، وفي ترتيب الثورة المضادة في مصر وبعثرة الوضع في اليمن وليبيا. (١٦)

المرحلة الثانية تتوسع المواجهة المسلحة بأشكال مختلفة، والتي بدأت في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، وعلى الأرجح ستنتشر إلى بلدان عديدة ربما تشمل معظم المشرق والمغرب العربي. ويقف وراء هذا التطور عوامل ذكرناها أعلاه، الأول: تحول الذوق العربي إلى تقبل ثقافة السلاح، والثاني: توسيع مفهوم الانتماء الذي يتجاوز الحدود، والثالث: قوة عدوى الثورات التاريخية للجيران إذا كانت الثقافة متقاربة. وإذا صح هذا التوقع فإن ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا، سيشمل أجزاء كبيرة من مصر والخليج والأردن والمغرب العربي.

المرحلة الثالثة تتحول المواجهات المحلية إلى مواجهات شاملة في كل المنطقة لا تكترث بالحدود، وتشل التدخلات الإقليمية والعالمية، وتغيّر أطراف الصراع من حكومات مقابل ثوار، إلى جماعات وتيارات مقابل جماعات وتيارات أخرى. وستكون هذه الفترة الأقوى في تنضيج النزعة العربية للحرية والكرامة، والسبب هو غياب السلطة المركزية القمعية، وشعور الفرد بحريته في اختيار انتمائه ومسؤوليته عن نفسه بعد أن كان لا يملك من أمره شيئا. وربما تسود الدموية والفوضوية هذه المرحلة، لكنها سوف تعيد تشكيل الشخصية العربية باتجاه ما كان عليه العربي من الفروسية والأنفة والمسؤولية. (١٧)

رابع المراحل تمخض هذا الصراع عن قوة إقليمية عظمى أو أكثر، بمفهوم جديد للدولة ومفاهيم جديدة لمفردات الشعب والوطن والمواطن.(١٨) ويفترض أن تتصف هذه القوة الإقليمية بشخصية عالمية قوية ومهيبة، وتنقلب فيها النزعة باتجاه التأثير بدلا من التأثر بالعالم الآخر. وسوف يصاحب صعود هذه القوة انحسار أو ربما اضمحلال قوى إقليمية مثل إيران، وزوال معظم القوى المستبدة في العالم العربي. أما القوى الغربية فسوف تتعامل معها تعامل خصومة، لكنها ستضطر للقبول بوجودها بعد أن تيأس من هزيمتها وتوقن بالحاجة للرضوخ للواقع الجديد. (١٩)

وبعد
فهذا ليس إدعاء علم الغيب ولا قراءة النجوم ولا ضرب في الرمل، بل هو استشراف تقديري، مبني على فهم السنن الالهية الكونية وحركتها في المجتمعات، وغوص في حقيقة المجتمعات الحالية ومسيرتها التاريخية. ويفترض أن تكون نسبة الصواب في التنبؤات بقدر ما في هذا الاستشراف من دقة في قراءة التاريخ والأحداث الجارية وفهم السنن الكونية. (٢٠)

-----------------------------------------------------------------

١) الوضع المذكور بدأ منذ سقوط الخلافة، ثم بعد خروج المستعمر صار امتدادا لما كان عليه عند وجود الاستعمار لكن بوجه وطني.

٢) من نماذجها الجادة (لكن غير واقعية) الوحدة بين مصر وسوريا، ومن نماذجها المضحكة الوحدة التي دعا لها القذافي.

٣) اي تغيير تاريخي لا يمكن أن يحصل في وقت قصير، بل لا بد من عقود لأجل أن يحصل، والربيع العربي نتاج ثلاثة عقود من الوعي المتراكم والتحديات والاستفزازات التي دفعت الأمة للتغيير.

٤) راجع كتاب سيكولوجية الجماهير لجوستاف لوبون.

٥) أسماء كبيرة ولامعة في مصر وسوريا وبلاد عربية أخرى انفضحت وسقطت، وأسماء جديدة ظهرت ولمعت وتحولت إلى رمز للبطولة.

٦) يتحدث القريبون من دوائر الإخوان الداخلية، أن الجماعة تمر بأزمة حركية وتنظيمية لم يسبق أن مرت بها منذ القمع الناصري. وهذه أول مرة يشعر قياداتها بخطر التفكك والذوبان. المفارقة ان السبب ليس القمع من انقلاب السيسي ودعم الخليج، بل هو إعراض الشعوب عنها بعد إدراك أنها جماعة لا تستطيع مواكبة المرحلة. وراجع مقالنا

٧) معظم برامج الوطنية في الإعلام والتعليم في الدول العربية مفتعلة مصطنعة لم تنجح في اختراق مشاعر المواطنين.

٨) تحفظهم له وجاهة، فالنظام العالمي لديه حساسية مفرطة تجاه إلغاء النظام القطري، وهو السبب الذي دعى كثيراً من الدول لتتحالف ضد صدام حين دخل الكويت.

٩) مداراة النفوذ الأمريكي والأوربي صارت مع الزمن -مع الأسف الشديد- أمرا مقبولا في الثقافة العامة الدارجة في العالم العربي، وذلك بسبب التمكن الراسخ لأمريكا والغرب في المنطقة من خلال التحكم بالحكومات المستبدة.

١٠) اعترف الكثير ممن يؤخذ بكلامهم أن الوجود الإيراني في العراق وسوريا هو احتلال وليس مجرد نفوذ.

١١) يكاد يكون المشهد سيئا جدا لدرجة أن حقيقته هي تحالف القوى الإقليمية والعالمية مع السلطات ضد الشعوب.

١٢) صاغ هذا التعريف "هيئة تحتكر الاستخدام الشرعي للقوة في منطقة جغرافية ما" الفيلسوف ماكس فيبر وأقره عليه كثير من الفلاسفة بعد ذلك.

١٣) ربما ناسب تعريف ماكس فيبر الدول الأوربية التي نشأت طبيعيا كأقطار تحت مظلة عقد اجتماعي بتفويض شعبي حقيقي للسلطة، ولذلك صار احتكار العنف من قبل الدولة مشروعا.

١٤) اشتهرت عبارة جون كندي "من يجعلون الثورة السلمية مستحيلة، يجعلون الثورة العنيفة حتمية".

١٥) تناولنا هذه النقطة باستفاضة في مقالنا الربيع العربي نهضة حضارية أو انتفاضة فاشلة ؟. ومن أفضل من تكلم عن هذه المعاني الكواكبي رحمه الله في الطبائع.

١٦) الذين زعموا أن الربيع العربي مؤامرة، تراجعوا عن كلامهم بعد أن رأوا التآمر الحقيقي ضد الربيع العربي بين الأنظمة العربية المستبدة والقوى الإقليمية والعالمية.

١٧) الناس بطبعهم لا يحبون الفوضى لكن افضل وسيلة لزيادة الشعور بالكرامة والحرية هو إضعاف السلطة المستبدة، ولقد كان أفضل الأجيال في التاريخ بكرامته وشعوره بالحرية هو جيل الصحابة الذين لم تكن تحكمهم أي حكومة مركزية.

١٨) تنبأ المؤرخ العظيم توينبي بالوحدة العربية في كتابه "الوحدة العربية آتية من النيل إلى النيجر" لأنه توقع زوال هذه الحدود المصطنعة مع عودة الهوية الإسلامية للعرب.

١٩) لن تستطيع إيران الوقوف أمام تسونامي الشعوب العربية المسلح، لكن الغرب القوي سيستمر في المواجهة إلى أن يزول حلفائه في الأنظمة المستبدة فيضطر للتفاهم مع هذه القوة الجديدة.

٢٠) راجع مقدمة بن خلدون وملاحظات توينبي في نظريته التحدي والاستجابة وحتميات هنتنجتون في الصدام الإسلامي مع الغرب.

هناك تعليقان (2):

  1. مقال يبعث الامل في مستقبل امة تتعرض لاشد انواع التمزق والتنكيل وتتداعى عليها الامم

    ردحذف