الخميس، 10 أكتوبر 2013

مصير مشترك يفرض حلاً مشتركاً

الشعور التشاركي العربي عميق الجذور ، الذي أنتج فكرتي الوحدة العربية والقومية العربية فاقدتي المصداقية ، فالأولى ؛ فشلت في استرداد فلسطين ، والثانية ؛ أنجبت أشد الدكتاتوريات في المنطقة ( البعثيين ، كحافط الأسد ، و صدام حسين ) و الكثير من الأمور المشتركة في الأقطار العربية ، من قبيل سلب الإرادة الشعبية ، و تسلط الاستبداد بطرق و أشكال مختلفة ، و غياب المسئولية ، و المساءلة ، و الشفافية ، و نهب الثروات .
في الأزمات يظهر مثل هذا الشعور واضحاً و جلياً ، بعيداً عن تنظير المستبدين ، و المستفيد الأول من حالة الشرذمة و التفكك في الاستفراد ، بجزء صغير من الوطن الكبير الممتد عبر الجغرافيا والتاريخ ، في ١٩٤٨ ظهر الشعور وفي ٦٧ وفي ٧٣ وفي غيرها كثير ، بل ظهر الشعور في قضايا لا تخص العرب لوحدهم كقضايا الرسوم ، مثلاً والي استنكرت في الأقطار الإسلامية عموماً .
ونحن الآن نمر بأزمة مشتركة يظهر هذا الشعور فيها جلياً و واضحاً ، ففي عصر ما يسمى بالربيع العربي ، رفعت الشعارات المشتركة ، والحراك كان مستنسخاً بنفس الوتيرة في كل قطر تقريباً ، البداية سلمية دائماً ، إلا في حالة ليبيا والتي فرضت نوعاً مختلفاً من الثورة من بدايتها نظراً لهمجية الجهاز الاستبدادي وغباءه المفرط .
محاولات إجهاض الثورات في جميع البلدان التي قامت فيها ، كمصر واليمن وسورياً حالياً ، على يد أنظمة تعتبر لفترة قريبة جداً ، عدوةً لأنظمة تلك البلدان التي قامت فيها الثورات ، مما يرسخ مفهوماً جلياً وواضحاً مفاده ، أن الأنظمة القابعة على صدور العرب كلها عدوة لهم وإن صلت وصامت .
عاش العرب لفترات في ظل استبداد منقطع النظير ، تعلق بمناظر غير مهمة للمواطن العربي البسيط ، و تكلم مع المواطن العربي البسيط بلغة غير مفهومة ، أو بالأحرى مؤذية من قبيل لغة البائد " علي زين العابدين " في تونس من ضرب أسس ومسلمات في العرف العربي والإسلامي ، وأصبحت تقليعات الحكام مثار اشمئزاز كبير عند الجميع ، جعل العقل الباطن ينظر لهؤلاء ، وإن لم يتحدث صراحةً أنهم ليسوا على نفس دينه ، بل هم أعداء للدين والرسول والعرب على حدٍ سواء .
وحين قامت الثورات ظهر المخفي سريعاً وعادت الروح الإسلامية تسري في الوطن العربي كنارٍ في هشيم ، وأصبحت مفاهيم الشهيد والجهاد تطلق على الحراك السلمي وقتلى الاحتجاجات ، وأصبح الإسلام كحل متفق عليه مع اختلاف في التصور بين الفرقاء .

كل ما حدث يجعل من تطوير نظرية الإسلام السياسي عبر العوامل المشتركة بين المستضعفين في الأرض مجالاً خصباً وحل سائغاً للخروج من المعمعه الحالية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق