قصة حمزة كاشغري تعطي درساً لغيره من رافعي شعار النقد لكل شيء بدعوى الحرية الفكرية ، فهم سيقعون بين سندان المجتمع الذي لا يرحم المساس بالمقدس ومطرقة الدولة المحبه لهذا النوع من القضايا ، لخدمتها الركيزة الأساسية المعروفة ( حماية السنة ) وإحجام المهتمين عن التعرض لملفاتهم حذراً من الوصمة ، والدفاع الوحيد سيكون في سير المحاكمة والمطالبة بعرض القضايا على المحاكم العامة وعدم إخضاعها لأي نوع من المحاكم السياسية .
الشباب المتعرض للمسلمات المقدسة دينياً يرتكب المخاطرات ( اسميها مخاطرة حقيقيةً ) تضع الحراك الإجتماعي في موقف سيء عند المجتمع ، لقدرة الأجهزة الحكومية ومن خلفها الآلة الإعلامية الضخمة ( صحافة وخطباء ) على تجميع الحركيين في فريق واحد لا يقيم للمقدسات أي اعتبار .
هنا أصبح التعرض المماثل لقصة حمزة كاشغري السابقة والأخيرة إن شاء الله ، شأناً ثقافياً عاماً ، فهذا الفعل يعرض المهتمين جميعاً للحرج ، ويجعلهم عرضةً للدفاع عن أنفسهم بعدم حملهم لهذه الأفكار ، وطريقة المجتمع في النقد معروفة ، فهي تساؤلية هجومية تفترض الشيء ثم تبحث عن أدلته .
الوعي بالمجتمع جزء مهم في التعرض لقضاياه المهمه ، فقصر عمر الحراك ، ولين عوده ، وإقحام أصحاب الميول بالشهرة لهذا المجال ، يجعل المرحلة حساسة ، وبالرجوع لأي قضية عامة ، وقراءتها بموضوعية سيفيد المتابع فضلاً عن المهتم .
لسنا في شك من ديننا ولا في شك من رسولنا ، ولا نحمل تفكيراً متعارضاً مع ثقافتنا وهويتنا ، نحن نبحث عن حياة تشاركية ترفعنا لمصاف الأمم الكريمة .
هناك ملفات تستحق النقد والصبر على الأذى فيها ولن يجد مقتحمها نفرةً من الناس الأسوياء ، أما المهاجمون عادةً لكل نقد فهم غير مهمين .
ملفات المرأة والطفل ، ملف الأراضي ، ملف التقنين ، ملف المعتقلين وغيرها من ملفات تستحق الإهتمام بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق