قيادة المرأة للسيارة ستفتح مجالاً جديداً على المجتمع ( تبادل الأدوار ) وظني بأن الرجل السعودي على إهماله وتسيبه في الاستراحات والمقاهي ، سيكون على المدى القريب والمتوسط مجرد تيس للتلقيح فقط .
قيادة المرأة ليست حراماً كما أنها ليست فرضا ، وليست ضرورةً ولا ترفاً ، هي شأن من قبيل العادات الإجتماعية أو لنقل الممارسات العادية ، وهي نقطة غير منضبطة تطرح بلا وعي في ظل غياب حقيقي لمؤسسات المجتمع المدني وعدم وجود منظومة لقوانين الأسرة ، فضلاً عن تهالك القضاء إن لم يكن وفاته السريرية ، المشهد الإجتماعي المعقد ، سيزداد تعقيداً ، بإضافة بند تبادل الأدوار .
المرأة غير جاهزه والمجتمع غير صالح والرجل بطبعه اتكالي على المرأة ، في ثقافة ترى أن مسؤوليات البيت كلها على عاتق المرأة ، من تربية الأولاد ، والإهتمام بهم من الألف إلى الياء ، وإدارة المنزل ورعاية الزوج ، هذا على إعتبار أن الكثير من الأسر تعجز عن إضافة خانة جديدة في فواتير المصاريف للخادمة المنزلية .
والمناصرون لقيادة المرأة للسيارة أقسام منهم :
١) من مل من طرح هذا الملف ، ويريد الإنتهاء منه ، فعمره طويل جداً ( من أزمة الخليج الثانية ، حين قامت مظاهرة النساء الشهيرة ) .
٢) من يرى أن هذا المشروع سيحلحل القبضة السياسية على البلد ، عبر سن قانون جاء بضغط شعبي ، في محاولة حقيقية لمأسسة المجتمع .
٣) من يرى أن هذا المشروع نصر مؤزر على قوى الرجعية والتخلف ( بناءً على رأيهم أن من يقف بوجه التحديث والتطوير هم المحافظون ) .
القسم الأول والثاني يجب عليهم التفكير بجدية ، وبنظرة استراتيجية للقضايا وحلولها ، وقياس النتائج بإفتراضية مقبولة تسمح بترتيب الأولويات عبر وسائل الضغط المتاحة وعدم التصادم مع المخالفين للقيادة وهم السواد الأعظم إن صحت تقديراتي .
نحتاج لإنفتاح حقيقي على الفريق الأخر ، والجلوس بهدوء معهم ، وإيضاح أن النقاط المتفق عليها أكثر من المختلف فيها ، وأن الرؤيا بعمومها متوافقة بين الطرفين ، ولا تحتاج إلا لتسوية أزمة المصطلحات ، وترتيب الأولويات فقط .
أما القسم الثالث فيحتاج لجلوس مع نفسه ، وعدم إحتساب الموقف السياسي على سواد المعارضين لموقفه من القضايا الشائكة ، فهم مثله تماماً مجرد فريق في لعبةٍ ، لا يمتلكون توقيتها ومكان إقامتها ، فضلاً عن معرفة نتيجتها .
النظام عندنا شمولي بإمتياز ولا يحتاج لإيضاحات ، كما لا يحتاج لمزايدات مثالية لا تمت للواقع بصلة ، نحتاج في بناء مجتمع مسئول يقوده الواعون بحقائق الأمور وملابساتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق