يصدر من كثير من النشطاء الإسلاميين والمجاهدين تصرفات تتصف بالعجلة الحركية والمراهقة الفكرية والتهور الميداني وسوء التدبير السياسي. ويميل البعض لمحاسبتهم على أسس مثالية ويتوقعون منهم الحكمة والنضج والرشد ويعتبرون تصرفاتهم الغريبة دليلا على مقاصد سيئة ومآرب قبيحة وانحراف عن الدين وما إلى ذلك من قدح في النيات والمنهج. لكن هل يمكن اعتبار هذه التصرفات انحرافا في الدين وتخليا عن تعاليم الإسلام وضعفا في الانضباط بالشرع؟ (١)
الجهل والظلم ليس السبب
قد يعتذر لهم البعض بأن مجتمعنا الحالي يضج بالظلم والفساد والتجهيل والتضليل وأن هؤلاء الدعاة والمجاهدين نتاج هذا المجتمع. ويعتذر آخرون بأن تربية هؤلاء الشباب نتاج قرون من تراكمات التخريب النفسي والديني وأن الوعي والتواصل لم يحصل إلا من سنوات قليلة فلا نتوقع منهم الاستقرار النفسي والحكمة والرشاد الآن. وهذه الاعتذارات جيدة وصحيحة لكن الحقيقة أبعد من ذلك، فحتى مع انتشار العلم والحرية فإن أفضل نماذج البشر لم يتصرفوا كملائكة. والقرآن يخبرنا أننا بشر بنزعاتنا الفطرية وتوجهاتنا الطبيعية وغرائزنا واهتماماتنا التي لا يستغني عنها إلا الملائكة.
نموذجان للفطرة
لدينا في التاريخ نموذجان للانضباط البشري الواقعي، الأول هو النموذج الفردي والثاني هو النموذج الجماعي. النموذج الفردي هو الأنبياء كقدوة مطلقة وفي مقدمتهم أولي العزم وفي مقدمة الجميع محمد عليه الصلاة والسلام. أما النموذج الجماعي فهو نموذج جيل الصحابة رضي الله عنهم الذين لم يظهر في التاريخ جيل مثلهم ببركة تربية محمد عليه الصلاة والسلام واختيار الله لهم كأول جيل في خير أمة أخرجت للناس.
ومصداق هذين النموذجين قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) (٢) فجيل الصحابة هو الشاهد الذي يعتبر مسطرة تقاس الأمم على أساسها، ومحمد عليه الصلاة والسلام هوالمثل النهائي الذي نُقاس عليه نحن البشر كأفراد. ولهذا السبب تعلمنا من القرآن الواقعية في حياة الأنبياء، كما تعلمنا من السيرة الواقعية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثم من سير الصحابة كمجتمع كامل الواقعية في هذا الجيل العظيم خريج التربية النبوية. (٣)
موسى يغضب ويستعجل ويخاف
حين يصف لنا القرآن ردة فعل موسى عليه السلام مع أخيه هارون على تقصيره في منع بني إسرائيل من عبادة العجل يعطينا مشهدا فيه أقصى مشاعر الغضب. لا يقتصر المشهد على شد شعر الرأس واللحية بل يشمل إلقاء الألواح التي فيها كلام الله (٤) وهذا أعظم ما يمكن أن يتصوره الإنسان من استيلاء الغضب عليه فيعمل عملا يستحيل أن يعمله في حالته الطبيعية. والقرآن يشير للتفاصيل التصويرية للمشهد تحديدا حتى ندرك أن الغضب استولى على مشاعر موسى فأدى به لهذا التصرف.
قال تعالى "وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين"(٥). والتضايق من شماتة الأعداء دليل على أن الحركة من موسى كانت عنيفة جدا، فيها إحراج لهارون. وفي الآية الأخرى "قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي" (٦) وقول هارون ولم ترقب قولي دليل على أنه يعرف أن موسى في حالة غضبه ربما يستعجل ولا يقبل توضيح هارون.
والقرآن يحدد أن تفسير هذا التصرف هو الغضب الطبيعي فالغضب كما يذكر القرآن اجتاح موسى ثم انحسر عنه قال تعالى (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا … الآية)(٧)، ثم يؤكد القرآن انحسار الغضب في قوله تعالي (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون)(٨)، فالغضب حالة طبيعية تجتاح البشر حتى لو كانوا رسلا بل حتى لو كانوا من أولى العزم.
لكن غضب موسى لم يظهر فقط تجاه أخيه هارون فقد غضب موسى قبل ذلك من القبطي الذي أراد أن يهين الإسرائيلي فضربة ضربة قتلته، ولم يكن ينوي قتله، لكن الغضب استولى عليه فكانت الضربة قوية أدت لقلته، ( ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين)(٩). بل إن موسى كاد أن يبطش بشخص آخر في اليوم التالي لسبب مشابه ( فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ) (١٠)
والمشاعر البشرية التي اتصف بها موسى ليست الغضب فقط، بل أشار القرآن إلى أن موسى يخاف الخوف الطبيعي الذي لا يتعارض مع الإيمان بالله. أشار القرآن إلى هروب موسى من العصا بعد أن تحولت لحية تسعى في عدة آيات كان أكثرها وصفا لمشهد الهروب قوله تعالى ( وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون)(١١).
كما ذكر القرآن أن موسى غادر المدينة في حالة خوف بعد أن ائتمروا به ليقتلوه ( فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين )(١٢) فهذا خوفه الطبيعي أن يلاحق لأنه قاتل. ومثله خوف إبراهيم الطبيعي حين حضرت الملائكة ولم يأكلوا الطعام ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط )(١٣). (١٤)
ومن المعلوم أن موسى من أولي العزم وهم أفضل الرسل جميعا بل قد قال عنه الله سبحانه "ولتصنع على عيني" وقال "واصطنعتك لنفسي". فاذا كان موسى صُنع على عين الله واصطنعه الله لنفسه ومع ذلك يذكرنا القرآن بأنه يغضب حتى يلقي الألواح ويستعجل من شدة الغضب ويخاف حتى يولي هاربا ولا يلتفت من شدة الخوف فهذا تأكيد رباني على بشرية الأنبياء في الأمور الفطرية التي لا تتعارض مع الإيمان والاستقامة.
والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك
هذه التصرفات البشرية الطبيعية التي قد تبدو غريبة عن سياق الأنبياء صدرت حتى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة مواضع. حين خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه إحدى بنات ابي جهل لم يتحمل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقام خطيبا وقال (وإني لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً، ولكن والله لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله مكاناً واحداً أبداً)(١٥).
ومن المواقف النبوية موقفه صلى الله عليه وسلم حين أرسلت بنته زينت بقلادة لها كانت هدية من أمها خديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فقالوا: نعم. (١٦)
ومنها كذلك موقفه بالزواج من جويرية رضي الله عنها حين رآها وكانت عائشة قد توقعت أنه عليه الصلاة والسلام سيعجب بها لما تعرف من طبيعته البشرية "كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت"(١٧). وهذا مصداق كلامه صلى الله عليه وسلم "حبب إلي من دنياكم النساء والطيب.. الحديث"(١٨).
الصحابة وموازنة التربية النبوية
والصحابة رضي الله عنهم، كمجتمع مثالي، لم يتمكن من منع قتل عثمان رضي الله عنه، ولم يتمكن من احتواء تداعيات هذه الحادثة، التي تمثلت في الفتنة الكبرى. وإذا تأملنا بعض الحقائق عن الفتنة، ندرك أمرين هامين، يبدوان متناقضين لكنهما في الحقيقة متجانسان. الأمر الأول، ضخامة الكارثة، وطول أمدها، والأمر الثاني، قدرة الصحابة على التعامل معها كخلاف سياسي، دون تكفير، أو تبديع، أو تخوين كل طرف للطرف الآخر.
كانت الفتنة الكبرى هائلة في ضخامتها فقد دامت خمس نوات وقتل فيها عشرات الالوف في مقدمتهم بعض كبار الصحابة رضي الله عنهم. وخلال الفتنة توقف الجهاد وتعطلت الفتوحات وانشغلت الأمة بالمشاكل التي كان من بينها ظهور فرقة الخوارج. لقد كان الحدث تحديا ضخما يخلط الأوراق على أحكم الرجال ويربك أفضل العقول وأحكم المفكرين. (١٩)
امتصاص الصدمة
لكن الصحابة رضي الله عنهم لم ينصدموا ولم يرتبكوا من ضخامة الحدث وكثرة الدماء وطول مدة المواجهة بل إنهم ببركة التربية النبوية تمكنوا من اعتبار الحدث خلافا سياسيا لا يخفي وراءه كفرا ولا بدعة ولا خيانة. وبقدر ما كان كل طرف مقتنع باجتهاده لدرجة حمل السلاح ضد الطرف الآخر فلم يخطر ببالهم مطلقا ولم ينقل عن أحد منهم تكفير الآخر أو تبديعه أو تخوينه. (٢٠)
نسبة النجاح ١٠٠%
ومن الملاحظات التاريخية الجميلة أن الخوارج الذين كانوا أول فرقة بدعية تظهر في تاريخ الإسلام لم يكن بينهم صحابي واحد وذلك من التوفيق في بركة التربية النبوية. ومن الملاحظات كذلك أن الصحابة من كلا الفريقين اتفقوا على أن الموقف من الخوارج طبيعته عقدية وليست سياسية بخلاف موقف كل طرف من الآخر. والخوارج هم الوحيدون الذين زلزلت الصدمة عقلهم وأربكت تفكيرهم ولم يتمكنوا من الموازنة بين الاستعداد لهذا القتال العنيف والقبول بإيمان الطرف الآخر.
مشاهد رائعة في الموازنة
وتفاصيل مواقف الصحابة من بعضهم البعض خلال وبعد الفتنة تؤكد هذه الحقائق وتبين مدى الهدوء الفكري والتوازن النفسي في التعامل معها. ومن المشاهد الرائعة في ذلك قول علي رضي الله عنه عن قاتل الزبير بن العوام بشر قاتل ابن صفية بالنار.(٢١) وقال بعد أن رأى طلحة رضي الله عنه مقتولا (رحمة الله عليك أبا محمد، يعز علي أن أراك مجدولاً تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى الله أشكو عجري وبجري، والله لوددت أني كنت مت قبل لهذا اليوم بعشرين سنة)(٢٢) . وقيل له رضي الله عنه إن على الباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة، وأن يخرجهما من ثيابهما(٢٣).
ولما أرادت عائشة رضي الله عنها الخروج من البصرة، بعث إليها علي بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، وسيرَّ معها أخاها محمد بن أبي بكر - وكان في جيش علي - وسار علي معها مودعاً ومشيعاً أميالاً، وسرَّح بنيه معها بقية ذلك اليوم. ونادى مناد لعلي: (لا يقتل مدبر، ولا يدفف على جريح، ومن أغلق باب داره فهو آمن، ومن طرح السلاح فهو آمن)(٢٤). وأمر علي بجمع ما وجد لأصحاب عائشة رضي الله عنها في العسكر، وأن يحمل إلى مسجد البصرة، فمن عرف شيئاً هو لأهلهم فليأخذه(٢٥).
أما عائشة رضي الله عنها فلها موقف مشابه فقد كانت تترحم على القتلى من كلا المعسكرين وتدعو لهم ثم إنها ودعت الناس وقالت: يا بنيّ لا يعتب بعضنا على بعض، إنه والله ما كان بيني وبين علي في القدم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه على معتبتي لمن الأخيار، فقال علي: صدقت، والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.(٢٦)
ولم يكن هذا الموقف محصورا في علي وعائشة رضي الله عنهما فهو موقف كل الصحابة في تعاملهما مع الطرف الآخر ولم يشذ عن ذلك إلا الخوارج الذين لم يكن بينهم صحابي واحد والذي اتفق الصحابة على طريقة التعامل معهم والموقف منهم.
دعونا نوسع هامش التحمّل
حين يعلمنا القرآن أن الأنبياء عليهم السلام عرضة لما يصيب البشر من غضب وعجلة وخوف طبيعي فإنما يرشدنا لأن لا نستعجل في اعتبار تهور الشباب وحماسهم، خروج عن الدين، وتساهل مع الشرع. وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم سفكوا الدماء بينهم، بسبب خلاف سياسي لم يستطيعوا حله سلميا، فمن باب أولى أن نتحمل من كان في سياق مشابه، ممن هو دون الصحابة. وإذا لم نتعلم من الصحابة رضي الله عنهم حين لم يكفروا ولم يبدعوا ولم يخونوا من قاتلهم باجتهاد سياسي فممّن نتعلم إذن؟
-----------------------
(١) المقصود في هذا المقال ليس شباب الجهاد فقط بل كل النشطاء والدعاة الذين يجتهدون اجتهادات فكرية وسياسية وحركية تبدوا لآخرين بأنها كارثية من الناحية السياسية والمصلحية لكنها ليست كفرا ولا بدعة ولا خيانة.
(٢) البقرة ١٤٣.
(٣) مرجعية أمتنا الإسلامية في قياس حضارية البشر هو موضوع كتاب جميل للأستاذ الشيخ عبد المجيد النجار (الشهود الحضاري للأمة الإسلامية) وهذا استعراض له إضغط هنا.
(٤) مشهد موسى عليه السلام هومثل مشهد شخص رمى المصحف في الأرض من شدة الغضب كيف ستكون النظرة له؟
(٥) الأعراف ١٥٠
(٦) طه ٩٤
(٧) الأعراف ١٥٠
(٨) الأعراف ١٥٤
(٩) القصص ١٥
(١٠) القصص ١٩
(١١) النمل ١٠
(١٢) القصص ٢١
(١٣) هود ٧٠
(١٤) كرر القرآن الإشارة إلى خوف موسى من تحول العصا لثعبان والإشارة إلى خوف موسى من المؤامرة لقتله وكأنه تأكيد لبشرية موسى في كل سياق يرد في القرآن.
(١٥) رواه البخاري ومسلم وأبو داوود وأحمد.
(١٦) قصة زينب تكررت حين استولت سرية مسلمة على قافلة لأبي العاص زوج زينب فكان تدخل النبي صلى الله عليه وسلم في القصة تدخلا أبويا حنونا وهنا تفاصيل القصة كما أوردها بن هشام في السيرة إضغط هنا.
(١٧) تفاصيل قصة جويرية بنت الحارث وردت عند أحمد في المسند ووردت عند أهل السير وهنا من رواية ابن اسحاق إضغط هنا.
(١٨) صححه الألباني في صحيح الجامع.
(١٩) الأجيال التالية تعلمت من الصحابة فلم تسبب الأحداث التي تلت ذلك ومنها قتل الحسين رضي الله عنه و تداعيات المطالبة بدمه وموقعة الحرة والقتال بين بن الزبير وعبد الملك بن مروان وغيرها لم تتسبب بتكفير ولا تبديع.
(٢٠) يزعم البعض أن قدرنا هو الحروب حتى في عهد الصحابة ويظن أوربا جنة السلام طول عهدها وينسى أن الحروب التي دارت في أوربا مئات اضعاف الحروب التي درات في منطقتنا عددا ودموية وقتلا. ومنها على سبيل المثال حرب الثلاثين عاما التي قضت على ثلث الشعب الألماني وحرب المئة عام بين اسبانيا وهولندا الخ. وحين استقرت أوربا في القرن العشرين جاءت الحربان العالميتان ففاقت في ضحاياها ودمارها كل الحروب السابقة.
(٢١) رواه ابن حجر في فتح الباري وأبو نعيم في الحلية والطبراني في الأوسط، وابن حجر في الإصابة وقال إسناده صحيح.
(٢٢) ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية ٧/٢٧٦.
(٢٣) البداية والنهاية ٧/٢٥٨.
(٢٤) ذكره تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق لإبن عبدالهادي ٤/٥٠٩.
(٢٥) (٢٦) في هذا الرابط نقاش مستفيض عن حادثة الجمل وقصة منع علي أصحابه من غنيمة جيش عائشة إضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق