بعد الإنقلاب المشؤوم في مصر على الرئيس المنتخب فخامة محمد مرسي ، علت الكثير من الأصوات داخل الصف الإسلامي تنادي بخيار العنف ، ونبذ الديموقراطية كوسيلة فاعلة للوصول إلى سدة الحكم وتمرير المشروع الإسلامي بقوة الصندوق .
مرد مثل هذه الأصوات إلى فئتين :
الأولى جماعات العنف كالقاعدة ومن يدور في فلكها وليست مرادةً هنا .
الثانية المحبطون من أنصار الجماعات السلمية كالإخوان والجماعة الإسلامية وغيرها من جماعات ، لا يلامون في الوقت الراهن لمثل هذه الدعوات ، فهي نوع من البكاء على المشروع الذي سلب ، ومحاولة ربطه بغيره من مشاريع كجبهة الإنقاذ في الجزائر وغيرها من المشاريع التي قتلت في مهدها .
ولكن بتأمل وموضوعية ، نرى أن المسار الديموقراطي هو الأسلم والأفضل ، فجماعات مثل الإخوان كسبت زخماً حتى من كارهيها ، بسبب تقبلها للطريقة الديموقراطية في تداول السلطة ، أضف إلى ذلك الحاضنة الشعبية التي زادت من شتى الأطياف والأحزاب خلف جماعات الإخوان في إعتصاماتها الأخيرة ، والرأي العام العالمي تعاطف مع الجماعة وهو ما يلمس من تخوف الساسة الغربيين من الإعتراف بالإنقلاب وإن كانوا معه قلباً وقالباً ، نظراً لأن شعوبهم لا تتقبل مثل هذه المواقف .
إستخدام العنف لن يجدي نفعاً ، بل سيطلق يد الجيش والعسكر في القتل والتنكيل وتكريس الإستبداد من جديد ، وكبت الحريات ، بدعاوى لن يعجز عن إيرادها ، وبوادرها بدت ، ينتظر الفرصة المواتية التي تبرر له الإستبداد من جديد .
بإستحضار تجارب سابقة كثيرة للجماعات الإسلامية ، كجماعة الطليعة ، والجماعة الإسلامية ، والجماعة الليبية المقاتلة ، نجد أنها لم تستفد شيئاً مما قامت به ، بل خسائرها هي نفسها كانت كبيرة وفادحة ، أما خسائر المجتمعات فقد كانت بحيث لا يمكن وصفها .
أضف لذلك خسارتها للحاضنة الشعبية التي تستطيع الإنطلاق منها ، في مشروعك ، فأي مشروع حضاري لقيام دولة أو تعديل وضع سياسي مرفوض ، يحتاج لحاضنة شعبية تضخ فيه الدماء .
دعوى العنف يجب أن تنسى من القاموس لدى جماعات العمل السياسي الإسلامي ، فالصندوق رغم أنه سلب ، إلا أنه أوصل ، بعكس كل المحاولات المسلحة التي لم توصل إلا إلى السجون والمعتقلات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق