الاثنين، 3 نوفمبر 2014

ميثاق شرف


هذه السطور موجهة فقط لمن يؤمن بأن الكتابة والحديث في  الشأن العام "همّ ورسالة" (١)، وليست موجهة لمن يعتبرها استرزاقا أو طلبا لشهرة، أو لأي مصلحة دنيوية أخرى. والمقام ليس مقام أستاذية أو توجيه، فالمشايخ والكتاب والمثقفون أساتذتنا، وكثير مما نكتب -بما فيه هذه السطور- هو مما تعلمناه منهم، لكنها محاولة لجمع أطراف الانضباط الرسالي في الحديث للجماهير.

وإذا كان الإنسان مؤاخذا بما يقوله بحضرة شخص واحد، فكيف بمن يتحدث للأمة ويتأثر به الآلاف والملايين؟ (٢) والجميع يعلم أن الأمانة والمسؤولية في الحديث والكتابة واجبة في كل زمان، لكنها الآن تشكل تحديا أصعب من كل الأزمنة السابقة، لأسباب كثيرة، معظمها يعود بشكل مباشر، أو غير مباشر لطول تسلط الأعداء. 

لماذا ميثاق الشرف؟

التسلط الذي طال أمده في بلاد العرب والمسلمين، أوجد مؤسسات إعلامية وفكرية فاعلة ومتفاعلة، وأدى إلى ترسيخ منظومة كاملة من المفاهيم والمشاعر المستقرة، التي تعمل ضد الوعي وبراءة الذمة. ومهما بلغ الإنسان من المعرفة، يبقى عرضة للتضليل المعلوماتي من الإعلام، وعرضة للتضليل الفكري والنفسي من مرتزقة المثقفين والكتاب. ومن السهولة أن تختلط بين يديه تصرفات الجهلة والمتهورين من المتحمسين، مع تصرفات مقصودة من المخابرات والمشبوهين. هذا إضافة إلى أنه يعيش الهاجس الأمني، والمحاسبة على ما يكتب، مثلما يعيش هاجس الذوق الشعبي، ومراعاة "ما يطلبه الجمهور". 

تراكم الخبرة الإعلامية في التضليل 

لم تكن سيطرة المتربصين على الإعلام كافية لهزيمة ثقافة الأمة وانتمائها، لولا أن تراكمت لديها خبرة هائلة في التضليل والتوجيه، ومهارة التلاعب بنفسيات الناس على مدى عقود. أنتجت هذه الخبرة فن اختلاق الأكاذيب، وتحريف الحقائق، وتزوير المعلومات، وإقناع الجماهير بصدقيتها. وأنتجت كذلك المهارة في استخدام المعلومات والأخبار -الكاذبة و الصادقة-، والشخصيات المؤثرة في توجيه الرأي العام بالطريقة التي تريد. كما استثمرت الصفة التفاعلية للإعلام الحديث لاستكمال التحكم بعقول ونفوس الناس. المخجل في الأمر، أن كثيرا من المثقفين والعلماء لم يكونوا بمنأى عن هذا التلاعب، ولم يستفيدوا من ثقافتهم وعلمهم في تحصين أنفسهم، وسلكوا مسالك تتفق مع التلاعب المطلوب.(٣)

وسائط الاتصال لم تحل المشكلة 

ومع أن وسائط الاتصال خففت من احتكار السلطات وامبراطوريات الإعلام، لكن ما لبث أصحاب النفوذ أن اكتشفوا طريقة للاستفادة من هذه الوسائط لصالحهم. ولم تعد صفحات الفيس بوك، والمنتديات، وتسجيلات اليوتيوب، و مواقع الاتصال الاجتماعي مثل : تويتر، وسيلة للإعلام الشعبي فقط، بل استخدمتها السلطات وأصحاب النفوذ بجدارة كرافد قوي للتضليل الإعلامي، بطريقة تفاعلية مؤثرة. ولأن أصحاب النفوذ لديهم القدرة على التنظيم، صار بإمكانهم أن يفتعلوا رأيا عاما غير موجود حقيقة في المجتمع، أو أن يحولوا قضية تافهة إلى قضية هائلة، أو العكس باستخدام وسائط الاتصال. وكثير من المثقفين وأهل العلم الصادقين، تنطلي عليهم حيلة الرأي العام المصطنع، و " يُبرمجوا عصبيا" دون أن يشعروا بتلك البرمجة.(٤)

منظومة كاملة للتضليل الفكري

لا يستغني أي مجتمع عن شخصيات تتحمل مسؤولية التوجيه الديني والفكري والأخلاقي والسياسي. وطول الأمد تحت السلطات المعروفة في العالم العربي، أدى تلقائيا لتوفير الفرصة لتمكين من يناسب هوى السلطات، وتوفير المنصات له، وإيصال صوته وكلمته للجماهير. ومع الوقت، لا تستمر هذه المجموعة كأفرادا مبعثرين، بل تتشكل في منظومة متكاملة من العلماء والمثقفين والمفكرين، الذين يخدمون التضليل. هذه المنظومة قادرة على إتمام مهمة الإعلام في تشكيل الرأي العام، وتهيئته لتقبل الأكاذيب، والتحريف، والتزوير، وصناعة موقف مخالف لثقافة الأمة ودينها. ضخامة هذه المنظومة، تصنع إرهابا فكريا موازيا لإرهاب السلطات، يستحضره بعض الصادقين من أهل العلم والمثقفين لا شعوريا في كتاباتهم، حتى لو زعموا الشجاعة والقوة في قول الحق.(٥)

الهاجس الأمني والمفاهيم المصطنعة

الخوف من السلطات لا يؤدي للسلبية فقط، بل يؤدي لانتشار المفاهيم المرتبطة بطول عهد القمع. هذه المفاهيم إما أن يكون لها أصل ويجري تحريفها من قبل أهل النفوذ، أو أن تكون مفاهيم مخترعة ليس لها قدسية في أصلها، لكن صاحب النفوذ ينجح في ابتداعها وتسويقها. وتراكم المفاهيم وطول أمدها يعطيها قدسية، حتى لو كان أساسها الشرعي والمنطقي والثقافي ضعيف، ويجعلها جزءا مهما من البيئة التي يجري التعامل فيها مع الأخبار والمعلومات. ومع الأسف الشديد، يتشرب بعض المخلصين هذه المفاهيم، ويتحدثون من خلال القناعة بها، ويدورون في فلكها رغم أنها دخيلة على الدين، ولم يرسخها إلا الواقع الخاطئ. (٦)

الخطوط العريضة للميثاق 

يصعب على شخص واحد في مقال عابر أن يصيغ ميثاقا كاملا، لكن يمكن من خلال جهد ذهني طرح الخطوط العريضة، في منهجية التعامل مع هذه التحديات. ومن العدل أن نقول أن كثيرا من المساهمين في الطرح الفكري، ملتزمون طبعيا بمثل هذه المنهجية، و نقوم به هنا محاولة لرصد هذا الالتزام، وتذكير البقية به لعل الله أن ينفع بها:

تدريب النفس على الإخلاص و التجرد 

ما دام هذا الحديث ليس للمرتزقة، ولا لطالبي الشهرة والمصالح الدنيوية، فالمقصود بالتجرد هنا أمور أخرى قد تخفى حتى على الحريصين. وقد لا ينتبه كثير من الكتاب والعلماء أن تأثير هذه الأمور يتجاوز تغيير الألفاظ، إلى تحوير المعاني التفصيلية، ومن ثم الكتابة أو الحديث بطريقة غير خالصة. من هذه المؤثرات، العيش بهاجس الخوف من السلطة، ومنها الغيرة من شخصيات أخرى أكثر شهرة وتأثيرا، ومنها مراعاة الذوق الاجتماعي، والمفاهيم الدارجة. ومنها كذلك المبالغة في مراعاة توجهات حزبية أو تيارات معينة  أو المبالغة بالنأي عن توجهات وتيارات أخرى، حتى لو لم يُتهم الفرد بالانتماء أو التبعية لها. والتجرد مطلب غالٍ، والاجتهاد من أجله عظيم، لأنه تحقيق للإخلاص وصفاء النية وهذا من أعلى درجات جهاد النفس. 

الانضباط المنهجي في التعامل مع الأخبار والمعلومات

يعتقد البعض أن التوجيه الرباني بالتثبت "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا… الآية" (٧) ، يقصد به التحقق من صحة الخبر فقط، لكن التوجيه أوسع من ذلك. قد يكون الخبر مختلقا، وقد يكون محرفا، أو ربما مُخرَجا من سياقه وظروفه، خاصة مع هذه الخبرة الهائلة في التلاعب بالإعلام. والخبر الصحيح يصعب إدراك حقيقته إذا أُخرج من سياقه، لأن بعض القصص لا يمكن تصورها إلا بمعرفة الظروف، والسياق بالتفصيل. والإعلام الذي يسعى للتضليل والتشويه، إعلام فعّال، ولديه خبرة، وتجربة، وقاعدة معلومات ضخمة، يستطيع استخدامها، والتلاعب بها لتحقيق ذلك. 

كما أن الأجهزة المخابراتية تنجح أحيانا بالاختراق البشري والفني، ويتحدث عملائها في وسائط الاتصال، متقمصين شخصيات المستهدفين بالتشويه، لبعثرة القضية وتغيير الصورة، ثم يقع الكتاب والمثقفون والعلماء في فخ هذا التشويه. ولا يليق بكاتب إسلامي ناضج وعاقل ومتجرد، أن يسمح لنفسه أن ينزلق في أتون التضليل الإعلامي، ويصبح أداة من حيث لا يشعر.



استحضار واقع البيئة التي تربى فيها الشباب 

يتحدث بعض الكتاب والمثقفين والعلماء عن الشباب، كما لو أنهم يعيشون في جو مثالي من العلم والتربية الآمنة، وينسون أن هؤلاء الشباب نتاج عقود من القمع والتجهيل والتضليل. وحتى بعد انطلاق الصحوة، ثم توفر وسائط الاتصال، لم تُبنَ الجسور بما يكفي بين أهل العلم والخبرة، وبين كثير من النشطاء الإسلاميين، مما قلل فرصة التصرف السليم والحكيم. ومن جهة أخرى، تعرّض الكثير لمشاكل وفتن أمنية واجتماعية، فلا يُستغرب أن يخرجوا بنزعات نفسية وفكرية وتربوية، غير مقبولة. 

واستحضار حقيقة هذه البيئة القمعية -أمنيا واجتماعيا وسياسيا- وتذكر انقطاع الصلة بين المربين المؤهلين والشباب، يعطي مجالا واسعا لتحمّل وتفهم تصرفات هؤلاء الشباب. والتفهم لا يعني إقرارها بقدر ما يعني وضعها في سياقها، ومواجهة من تسبب بهذه الظروف بأنه هو الذي يتحمل المسؤولية الأكبر في ذلك. كما يعني الإصرار على أن الحل الأمثل هو في إعادة بناء الجسور، وإزالة الجهل والقمع والتضليل. (٨)

العجز عن قول الحق لا يعني التصفيق للباطل 

وقول الحق واجب متعين فورا، وقد اتفق العلماء أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولولا ذلك لضاع الدين.(٩ )ولا يجوز أن يخلو زمان من قائل بالحق، حتى مع الخوف على النفس والمال، لأن الدين مقدم عليها جميعا، وكما قال أحمد بن حنبل "إذا سكت أنت، وسكت أنا، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟".(١٠) لكن قد يجوز تأخير قول الحق لمصلحة حقيقية، وهي أن يكون خطط للصدح به في ظرف أفضل، أو للاعتقاد بأن هناك من أبرأ الذمة، أو حتى خوفا من بطش السلطة. ومثل هذه الأسباب، تجيز فقط تأجيل قول الحق، لكن لا تجيز مطلقا قول الباطل، أو الرضا به، أو التطبيل غير المباشر له ولصاحبه.



بعض الكتاب والمثقفين وأهل العلم، يدفع بهم وهج الهيبة و الاعتبار والشهرة، أو رغبة النأي عن بعض التيارات، لمواقف لا يمكن وصفها إلا دعما للباطل، أو تأييدا له. وآخرون يخضعون للعبة شيطانية، يوسوس لهم الشيطان فيها أن مجاملة محدودة للباطل، ربما توفر مساحة كبيرة لقول الحق، في ميادين أخرى. ثم بعد أن يقعوا في الفخ، يوسع لهم الشيطان الهامش، فلا يستطيعون بعدها التفريق بين الحق والباطل. 

وجهة النظر ليست فتوى 

من الظواهر العجيبة التي تلبّس بها بعض المشايخ، اعتقاد أن كل شيء خاضع للفتوى، حتى الأمور الفنية والإدارية، والموازنات المرتبطة بالتقدير البشري لأمر معين، في ظرف معين، ومكان معين. وتجد هذا العالم يعتبر النقاش التفصيلي لوجهات النظر، سلسلة من الفتاوى والتوجيهات التي فيها الإيجاب والتحريم، ومن ثم فيها محاذير التأثيم. فتجد الممارسة، واجبة في البلد الفلاني، ولكنها محرمة في البلد الآخر، كقيادة المرأة، وتشكيل الأحزاب والنشاطات السياسية الأخرى، وغير ذلك من الممارسات. 

للعالم الحق أن يقول أن له وجهة نظر شخصية مع أو ضد تصرف معين، وينص بشكل واضح أنها وجهة نظر ورأي شخصي وليست فتوى، لكن أن يحولها لفتوى، فهو مثل الذي يلزم الطبيب أن يستفتيه في قراراته الطبية، ويلزم العسكري أن يستفتيه في قراراته العسكرية. جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ترك رأيه ونزل عند رأي حباب بن المنذر في غزوة بدر، مع أنه نبي معصوم، لأن القضية عسكرية وليست شرعية(١١). بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على ذلك، حين طرح على الأنصار رأيه بعدم تلقيح النخل، فلم تثمر، فقال " فإني إنما ظننت ظناً، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل"، ومثله كذلك ما قال عليه الصلاة والسلام في الغيلة. (١٢)

الأولويات 

حينما تطرح قضية الأوليات، يتبادر للذهن إقناع النشطاء بالقضايا السياسية، بدلا من القضايا الاجتماعية والسلوكية والعبادية. لكن والحمدلله تجاوز معظمهم هذه المرحلة، وصار هناك إدراك ومعرفة بالأولويات، لكنهم وقعوا في مشاكل داخل الموازنة بين هذه الأوليات. ليس هناك إشكال في أن يتصدى عالم أو مثقف لقضية ما، حتى لو كانت في عين آخرين تافهة، و لكن بشرطين، الأول: أن لا يُثرّب على الآخرين، ولا يحتقر اهتماماتهم، الثاني: أن لا يجعل الدنيا تدور حول اهتمامه، وأن القيامة ستقوم بسببها. 

فقضايا الأمة التي تنامى الوعي بأهميتها وأوليتها مسائل متعددة ومتنوعة، وليست مسألة واحدة، بل في المسألة الواحدة أوليات كثيرة متفاوتة. ومع الأسف رغم وعي النشطاء، يبقى الكثير أسرى المقياس الإعلامي في تفاصيل هذه الأوليات والنظر لها. (١٣)

المثالية في التطلع والواقعية في التطبيق 

من علامات موافقة هذا الدين العظيم للطبع البشري، مثاليته في المبادئ، والعقيدة، والتطلعات، وواقعيته في التطبيق. التطلع للتوحيد بمعناه الشامل، وتحكيم الشرع، والقضاء على الفساد والظلم، والعدل والشورى، لكن في لحظات التطبيق، يراعي الدين الطبع البشري كثيرا، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. 

يدرك الكثير من العلماء هذه الحقيقة، لكنهم عند تعاملهم مع الأحداث ومواقفهم من التيارات، يخلطون كثيرا بين مثالية المبدأ وواقعية التطبيق. ولا يمكن استيعاب الشباب المتحمس أو المتهور أو المقصر أو المتكاسل، أو الذي فهم خطأ إلا باستحضار هذا التوازن. (١٤)

الأفكار والمناهج وليس الأشخاص والجماعات 

مما يقلل الأضغان والعداوات، ويهيئ السبيل لقبول النقد، استهداف الأفكار والمناهج، وتحاشي استهداف الأشخاص والجماعات. وهذا في الحقيقة هو النهج النبوي، فحين ينتقد عليه الصلاة والسلام تصرف شخص معين يقول "ما بال رجال" ، وحين يشير إلى تصرف جماعة يقول "مابال أقوام".(١٥) وحتى عند الاضطرار لتسمية شخص أو جماعة، ينبغي أن تكون التسمية في سياق الإشارة إلى التصرف، أو القول، أو المنهج الذي عليه الكلام، وليس تعميما على الشخص أو تلك الجماعة.

ولا يصلح أن تخرق هذه القاعدة إلا بثلاث شروط، الأول: أن لا يكون تصرفا أو قولا عابرا، بل منهجا كاملا لذلك الشخص أو تلك الجماعة، الثاني: أن لا يمكن منع ضرر التصرف الصادر عن الشخص أو الجماعة، إلا باستخدام لغة التشهير والذم الشخصي، الثالث: أن لا يمكن الاعتذار له بالاعتذارات الممكنة، مثل الجهل والتأويل والإكراه.

أخيرا 

هذه ليست إلا خطوطا عريضة كبادرة لعصف ذهني لفكرة هذا الميثاق، والعاقل يدرك أن الظروف الداعية لصياغة مثل هذا الميثاق، هي في ذاتها تجعل اجتماع أهل الرأي والمشورة من المفكرين صعبة، بل ربما مستحيلة. وما أدراك لعل التداول المستمر بمثل هذا التوجه والنقاش المفتوح، أكثر فعالية من ميثاق مطبوع، ربما لا يلقي له الكثير بالا.



-----------------------------------------

(١) هذه العبارة مستعارة من شعار يستخدمه الدكتور محمد الحضيف "وتبقى الكتابة هما ورسالة" وهو شعار معبر فعلا، فالكتابة الخادمة للدين والأمة، لا يمكن أن تؤدي مهمتها إلا أن تكون همّا لصاحبها، وحاملة للرسالة التي تخدم هذا الدين العظيم.

(٢) في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي قوله صلى الله عليه وسلم "ثَكِلَتكَ أمُّكَ يا معاذُ ،وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم ." هذا في الكلام العادي فكيف بمن يؤدي رسالة.

(٣) كتب نعوم تشومسكي كتابا عن سيطرة الإعلام الأمريكي على الجمهور الأمريكي، وذلك في بلد ديموقراطي فكيف بالدول الشمولية التي تملك الإعلام إضغط هنا


كما كتب الأكاديمي المختص بالإعلام كارل هوسمان كتابا آخر بعنوان "الأكاذيب التي نعيش في ظلالها" إضغط هنا.


(٤) ينقل أحدهم شفويا عن مصدر في إحدى الحكومات العربية، أن معرفات الفيسبوك و تويتر التابعة للسلطة، بعشرات الآلاف.

(٥) المنظومة الفكرية الداعمة للأنظمة الشمولية ليست محصورة على الحكومات الدينية، بل تشمل الحكومات اليسارية والعسكرية، والدول الشيوعية سابقا كان فيها جيش من المنظرين الفكريين المتفرغين لهذا الشأن.

(٦) تتضمن هذه المفاهيم خرافات أمنية وأساطير سياسية، تحدث عنها ابن خلدون في "المقدمة"، والكواكبي في "طبائع الاستبداد" . 

(٧) الحجرات (آية 6).

(٨) في القضاء الإسلامي ذاته، يتحاشى القاضي تكفير الأعيان (الحكم بالردة) بشبهة الجهل والإكراه والتأويل.

(٩) هذه مجموعة نقولات عن الإجماع على عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة إضغط هنا.


(١٠) مجموع الفتاوى (٢٣١/٢٨) ، و شرح علل الترمذي (٣٥٠/١) وأبو يعلى في طبقات الحنابلة ( ١/ ٢٨٦).

(١١) أحكام القرآن لابن العربي ج ١ صفحة ٣٩١، ونقله ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق. 

(١٢) الحديث في باب الفضائل في صحيح مسلم وبوب له النووي في شرحه لصحيح مسلم بقوله (باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم من معايش الدنيا على سيبل الرأي) 3) شرح النووي على مسلم: (15/ 116). ومثله ما جاء في مسلم كذلك قوله صلى الله عليه وسلم "لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا" صحيح مسلم. 

(١٣) قال ابن القيم في إجابة عن أفضل أنواع العبادة: (أما النوع الثاني فهم أصحاب التعبد المطلق، أي الذين لا يخصصون شكلا واحدا للتقرب إلى الله في العبادة، فهم الذين يعتقدون أن أنفع العبادات وأفضلها من كانت في مرضاة الله في كل وقت، بحسب ما يقتضيه ذلك الوقت وواجبه، فأفضل العبادات في وقت دخول الصلاة، هو الاستعداد لها وضوءا وذهابا إلى المسجد وصلاة جماعية، وأفضل العبادات في وقت الجهاد هو الجهاد حتى ولو ترك القيام والصيام، والأفضل في وقت ضرورة خدمة المحتاج والضعيف، هو مساعدته وتقديم يد العون له، والأفضل في وقت العشر الأواخر من رمضان هو لزوم المسجد والاعتكاف بعيدا عن مخالطة الناس والاشتغال بهم، "وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل لا يزال منتقلا في منازل العبودية. كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها، واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى. فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره. فإن رأيت العلماء رأيته معهم. وإن رأيت العباد رأيته معهم. وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم. وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم. وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم" انتهى كلام ابن القيم، وجعلنا الله مثل هؤلاء الخدام لدينهم، المجيبين فورا لما يتطلبه واجب وقتهم آمين.) مدارج السالكين (1/179-188)

(١٤) راجع مقالنا في صحيفة التقرير (تهور الشباب وحماس الدعاة.. دروس من الأنبياء والصحابة) إضغط هنا.



(١٥) ابحث إن شئت في أي كتاب جامع للحديث تجد قائمة طويلة من الأحاديث تبدأ بهذه العبارة "ما بال أقوام" أو "ما بال رجال"، منه ما روته أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، إذا بلغَه عن الرجلِ الشيءَ ، لم يقل: ما بالُ فلانٍ يقولُ , ولكن يقولُ: ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا. رواه أبو داوود وصححه الألباني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق