الاثنين، 26 مايو 2014

لو افترضنا أن طفلاً، من حين ولد أخذ عن والديه ليعيش وحيداً بلا تواصل مع البشر، كيف ستكون ديانة هذا الطفل ؟

سؤال :
لو افترضنا أن طفلاً، من حين ولد أخذ عن والديه ليعيش وحيداً بلا تواصل مع البشر، كيف ستكون ديانة هذا الطفل ؟ 

هذا سؤال لا يمكن الإجابة عليه من واقع التجربة، لأن الطفل سيموت حقيقةً إذا لم يتواصل مع البشر، وقد طبقت تجربة في عهد أحد فراعنة مصر القدامى الذي حاول أن يختبر أهمية التواصل على الأطفال الرضع. فجمع عينة من الأطفال الرضع، وقسمهم إلى مجموعتين في ظروف متشابهة جداً، إلا من ناحية الإحتكاك الكامل بالبشر في إحدى المجموعتين، بمعنى أن المجموعة ( أ ) تعيش حياتها بطبيعية تامة كباقي الأطفال، والمجموعة ( ب ) كل شيء موفر لها إلا الإحتكاك مع البشر خارج وقت الرضاعة. كان الهدف من تجربة هذا الفرعون، هو معرفة اللغة التي يمكنهم أن يتكلموا بها ؟ ولم يتمكن من ذلك، لأن الأطفال في المجموعة ( ب ) كانوا يضمرون حتى ماتوا كلهم، ماتوا "حقيقةً" ، ولم يتجاوز أكبرهم الأربع سنوات .
كما يذكر أن كلاً من قسطنطين وهنري الثامن وفريدريك الثاني أعادوا هذه التجربة، وحصلت نفس النتيجة إذ مات الأطفال كلهم قبل بلوغ الرابعة من عمرهم. إلا أن هنري الثامن تكتم على النتائج لدواعٍ أخلاقية، لاسيما وأنه كان يحاول فصل الكنيسة البريطانية عن الفاتيكان.
وحتى الآن لا يمكن التأكد من هذه الحقيقة لأن إعادة التجربة يستحيل في الظروف الطبيعية، فلا أحد يسمح بتعذيبٍ مثل هذا تحت أي مسمى. بناءً على هذه التجربة يتأكد للمرء أن الإنسان يحتاج من البشر شيئاً غير الغذاء، فهو يحتاج العاطفة والشعور والإحساس ، والمعاني غير المحسوسة كحاجته للغذاء .


صعوبة إجراء هذه التجربة للدواع التي ذكرتها أو لغيرها، لم يمنع أن تناقش المسألة، فقد تطرق للإجابة عن هذا السؤال تحديداً أربعة من فلاسفة الإسلام، في الرواية المشهورة "حي بن يقظان"، وهم ابن سينا والسهروردي وابن الطفيل وابن النفيس، كما تناولها دانيال ديفو في رواية روبنسون كروزو.
الخلاصة من هذه الروايات أن الجميع يفلسف نظرة هذا الإنسان المعزول للحياة لخدمة معتقد الفيلسوف نفسه.
وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَجِّسانِه، كمثلِ البَهِيمَةِ تُنْتِجُ البَهِيمَةَ، هل ترى فيها جَدْعَاءَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق