التصريحات التي خرجت قبل أيام عن أن المصالح السعودية الإسرائيلية لأول مره تتقاطع !! هي تهيئة لعلاقات معلنة حقيقية ورسمية ، لأن المتابع لمسلسل المصالح المزعوم يرى أنها تتقاطع دائماً ، فمثلاً أحداث ١١ سبتمبر تقاطعت في اجتثاث الإرهاب ، وإسقاط حكومة طالبان الوليده ( الأمل السني في إنشاء دولة لا تخضع لمقاييس خارج دائرة رؤية علماء الشريعة ) وفي غزو العراق تقاطعت ذات المصالح في إسقاط حكومة صدام حسين ، وهي نفس المصالح والتقاطعات في ثورات الربيع العربي المجيدة ، ولا أدل على ذلك من الإنقلاب الإجرامي في مصر المحروسة والموقف المخزي من الثوار السوريين ..
ولا يوجد موقف واحد تعارضت فيه هذه المصالح ، إذا استثنينا الداخل الفلسطيني والذي ترك لطغمة فاسدة وضعيفة أن تفاوض فيه ، في تملص حقيقي من المسؤولية الشرعية والأدبية والقومية من قضية الأمة الأولى ، وهو موقف تتشارك فيه كل الطغمة الحاكمة في البلاد العربية بلا استثناء ، لا أحد يفضل أحداً فيه إلا بزيادة الوقاحة والصفاقة .
وبعد الاتفاق الأخير بين الدول العظمى الغربية وبين إيران ، ظهرت نبرة تقاطع المصالح بوضوح ، وقيلت علناً في كلا الفريقين ، وهي مرادة لغيرها ، فالتطبيع المعلن والصريح سيكون واضحاً للعيان وباتفاقات حقيقية هذه المرة ..
ولو عدنا بالذاكرة للوراء لتذكرنا الحديث الصحفي للملك عبدالله قبل توليه العرش في السعودية ، مع توماس فريدمان الرئيس السابق لقسم الشرق الأوسط في الواشنطن بوست ، والذي ذكر فيه مبادرة المملكة للإعتراف بإسرائيل ، وتبادل العلاقات الدبلوماسية وتطبيع العلاقات معها بشرط انسحابها إلى حدود عام ٦٧ ، وهي المبادرة التي تم إقرارها في قمة بيروت عام ٢٠٠٢م ، وللفائدة فهذا اللقاء هندس له سفير السعودية في واشنطن الحالي عادل الجبير !!! .
هذا الملف يرى البعض أنه المسمار الأخير في نعش العقد الداخلي الذي سبق أن أشرت إليه في تدوينا سابقة ( الثالثوث المقدس ) ، فالمملكة هنا ستكون عاريةً من كل ساتر حقيقي في مواجهة المؤسسة الدينية ، صاحبة الإمتياز التشريعي المعلن في البلد .
مع أن الظن يغلب أنه سيظهر من يرى هذا الإتفاق إن وقع نصر للإسلام والمسلمين كما في كل مرة ، وأن الخطر الحقيقي على الإسلام هم الشيعة ممثلين في إيران ، وهذا أمر غير مستبعد بل هو الراجح والمتيقن ..
السؤال الحقيقي من كل ما سبق هل يعي الساسة الجدد من فئة الأمراء الشباب ما يقومون بفعله في البلد داخلياً وخارجياً ؟ أم أن الأمر تعدى مرحلة الوعي ودخل في مرحلة الانعتاق من كل قيمة شرعية مؤسسة لهذا الكيان ؟
الأيام كفيلة بالجواب عن هذا السؤال وعن غيره .
دمتم بودٍ وتقدير ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق