الثلاثاء، 8 أبريل 2014

ألعاب البنات بين الماضي والحاضر


توصية مجلس الشورى بإقرار مادة التربية البدنية في مدارس البنات في السعودية ، ليست حدثاً ذا أهمية تذكر ، كون هذا المجلس لا يمتلك من الأمر شيئاً ، والغريب تعاطي المتابعين للموضوع ، فمنهم من يراه محرماً لأنه ذريعة لمحرم أكبر ويبني رأيه هذا على تصور لمؤامرة تغريبية للمجتمع ، ستأتي على أساساته التي يفترض وجودها ، وفريق آخر يرى هذا القرار انتصاراً على قوى الرجعية والتخلف في المجتمع ، ومحاولة صادقة في سبيل تطوير المجتمع وتقدمه لمصاف الدول الصناعية السبع ، وسيأتي هو أيضاً بأمثلة وأدلة أوهى وأوهن من بيت العنكبوت ، وهناك فريق وسط يرى أن مثل هذه القرارات في الأساس خارج السياق الزماني والمكاني ، فلا المجلس يمتلك القدرة على اتخاذ قرار مهما تكن درجة ضعفه ، ولا المدارس الخاصة بالبنات مهيئة لمثل هذه الأنشطة .
علماً أن النقاشات البيزنطية في مثل هذه المواضيع لا تغني ولا تسمن ، فالقرار بيد المتنفذ وحده ، وإذا وافق فسيكون قراراً شرعياً مطابقاً للنص المقدس بحذافيره عند الفريق الممانع ، وسيكون قراراً سيادياً تنويرياً عند قوى الاعتدال ، ونفس الكلام سيقال عند الرفض ، فسيكون الحامي للشريعة ، وسيكون الحافظ للصالح العام ووحدة الصف ، وأصدقاؤنا من الفريق الثالث كلامهم واحد ولن يتغير ، لأنهم لم يعلقوا كلامهم على نقاشات مجلس الشورى عندما أراد حفظ بيض الحبارى واعتباره ثروة قومية ، فلن يعلقوا على كلامه الآن .
والحديث عن لعب البنات يقودنا للزمن الجميل ، حين كان الأولاد والبنات يلعبون مع بعضهم قبل أن يتم الفصل ، المبني على النظرة الإجتماعية والمقدر سلفاً باقتراب بلوغ الفتاة والغلام .
لم تكن كرة القدم اللعبة الأولى في تلك الأعمار ، بل كان هناك ألعاب كثيرة لا تعتمد على جنس الطفل ، ويصلح أن تقال أنها ألعاب مختلطة للجنسين من ذلك :


١) الصقله : وهي لعبة تعتمد على خمس حصيات يتم إدخالها في قوس معمول باليد ، بعد رمي حصاة في الهواء ، يعتبر سقوطها على الأرض خسارة للاعب أو اللاعبة .



٢) حديرجه بديرجه : وهي لعبة تتم بصفق اليدين بين لاعبين أو لاعبتين أو لاعب ولاعبة بتناغم معروف سلفاً ، وقد تجد من يتميز فيها كثنائي فلا يمكن أن يقع في الخطأ .

٣) شبرا أمرا : وهي لعبة القفز فوق الحبل ، وهناك من يلعبها بقافزين أو قافزتين في فنيات ظاهرة للعيان .


٤) الخطه : وهي لعبة تعتمد على رسم مكون من ثمان مربعات في الأرض ، يتم القفز من مربع إلى الذي يليه وفق قواعد معينة ، مبنية على تحديد ملكية المربع للاعب الذي يستطيع أن يرمي حجراً في وسطه ، في قواعد يعرفها اللاعبون واللاعبات .
٥) الحبشه أو المطارده : وهي لعبة مشهورة جداً ، يلعبها الجنسين وأذكر بعض الفتيات سريعات لدرجة لا يمكن أن يسبقها الأولاد ، ففريقها فائز دائماً .
٦) الغميمه : أيضاً مشابهة للحبشه أو المطاردة ، لكنها مبنيه على الإختباء ، وتعتمد كثيراً على الجسارة وقوة القلب في دخول الأماكن المظلمة كالمستودع ، والذي عادةً ما يكون موطن خطر حقيقي كون ال قد ولدت فيه ، مما يجعل اللاعب واقعاً بين خطرين أحلاهما مر ، إما غضب القطة أو أن يصيده الفريق المنافس .
٧) الدور : لعبة مبنية على محاكاة الواقع في تمثيل الحياة كما يراها الأطفال ، فينقسم الأطفال لمجموعات تشابه الأسر ، ففلان أبو الفلانيين وفلانة أمهم وفلان وفلانه من الأصغر سناً أطفالهم ، وهكذا الأسرة الثانية ، ويبنون بيوتاً في العادة لا تتعدى خطوطاً على الأرض لتحديد ملكية المنازل وهكذا ..

هذا ما حضرني من الألعاب التي كانت تمارس بين الجنسين إلى سن العاشرة أو الحادية عشر تقريباً ، وقد يكون عند البعض ألعاب أخرى لا أعرفها ، أو يوجد في مناطق ثانية ألعاب مختلفة ، فالمقصد من كتابة هذا المقال أن اللعب ليس محرماً حتى اجتماعياً ، فضلاً عن تحريمه شرعاً ، وإلى وقت قريب كان الأمر طبيعياً ، ولا يوجد في ذلك غضاضة ، فلماذا لا نعيش حياتنا بطبيعية أكثر ، بعيداً عن الفرضيات التي لا تهتم أصلاً إلا ببرمجة الإنسان وفق ما تراه هي .

هناك تعليق واحد: