الخميس، 12 مارس 2015

الداروينية من نظرية إلى منهج وثقافة وعقيدة



الفكرة البسيطة والمدرسة الشاملة 

يعتقد الكثير من المسلمين أن نظرية داروين ليست إلا افتراضا مثيرا للجدل، ولا يتعدى ميدان نقاشه أروقة المختصين في علوم الأحياء. وهذا الافتراض ناشئ من كثرة ما يسمعون من الكتاب المسلمين عن خطأ النظرية وما يقرأون من نقولات عن علماء الأحياء المعارضين لها. 

لكن الحقيقة أن النظرية -رغم أنها لم تثبت ولا يمكن إثباتها- صارت منطلقا لعلم الأحياء الحديث، وتحولت إلى المدرسة الرئيسية في تناول أصل الكائنات الحية وتنوعها ووجودها. وتغلغل مفهوم التطور في ثقافة علم الأحياء، ولم يعد مطروحا للنقاش بشكل مستقل، بل فرض نفسه ليكون منهجا يبنى على أساسه كل النتائج الثانوية في فهم علم الأحياء.(١)


هل نظرية داروين علم أم عقيدة؟

جاءت نظرية داروين في خضم القفزات العلمية في القرن التاسع عشر، فكانت من ضمن سياق تغليب "العلم" المنطقي التجريبي القابل للإثبات على الاعتقادات الدينية. لكن المفارقة انها تحولت بذاتها إلى عقيدة مسلمة تستغني عن التجربة والإثبات، ويتحاشى علماء الأحياء المؤمنون بها تداول الأسئلة التلقائية التي تدحضها تماما، مثلما يتحاشى الهندوسي نقاش خرافات الهندوسية. أما إذا تورط الدارويني ودخل في نقاش حول الأسئلة الحساسة فيها فإنه يناقشها على طريقة النصارى في إثبات عقيدة التثليث.

وسبب هذا التحول في نظرية داروين من فكرة لم تثبت إلى مدرسة ومنهج، أن داروين ظهر مع صعود العلمانية التي كانت تبحث عن أي مخرج لتفسير الحياة بديلا عن الدين. (٢) وجاءت فكرة داروين بكل جاذبيتها ليتلقفها العلمانيون باحتفاء واحتفال، وتنتشر كما لو كانت اختراعا يشفي كل الأمراض ويزيل كل المشاكل. ولذلك، فرغم تشدد العلماء في منهجية العلم الحديث، بعدم ترك فراغات في أي افتراض علمي دون تشكيك فيه، فإنهم تقبلوا نظرية داروين بعُجرها وبُجرها التي لا يمكن ترقيعها. 

وفي مقارنة بسيطة مع نظريات الفيزياء يقبل العلماء التشكيك في أي ثغرة في هذه النظريات مثل نشأة الكون والأجرام السماوية والقوى الطبيعية المعروفة، بل ويسقطون النظرية التي تعجز عن معالجة هذه الثغرات كما انهارت نظرية الكون الثابت(٣). وذلك لأنهم يعتبرون أن القوانين الفيزيائية الطبيعية لا تحتاج لخالق فلا يجدوا ثمة حاجة في تحويل النظريات الخاطئة إلى أيديولوجيا. أما في حالة الداروينية فإشكالية الخلق لا تسمح بوجود بديل مواز لقوانين الفيزياء القابلة للإثبات التجريبي إلا فكرة غير خاضعة للإثبات مثل فكرة التطور، ولهذا أخذت كما هي وكأنها مسلّمة. 

من هنا تحولت نظرية داروين إلى اعتقاد "ديني" بدلا من أن تكون علما خاضعا لقواعد العلم الحديث بالتجربة والبرهان وإغلاق ثغرات التناقض والغموض. وعوضا أن تكون حلا للمعضلة الدينية عند العلمانيين تحولت بذاتها إلى دين يؤمن به العلمانيون هكذا مسلّما دون نقاش. وغلاة الداروينيين من الملحدين حين يناقشون النظرية أمام معارضيها يستخدمون أسلوبا شبيها بإثبات المؤامرات الذي يتحدث عن المبررات ويتفادى الآليات، لأن هذا هو الأسلوب الوحيد للانتصار لنظريتهم.


الانتخاب الطبيعي والتطور 

يخلط كثير ممن يقرأ عن نظرية داروين بين مسألتين وردتا في النظرية: الأولى هي الانتخاب الطبيعي والثانية هي التطور. ومع أن داروين ربط بينهما لكن الحقيقة أنهما مفهومان مختلفان يمكن التعامل معهما باستقلال كامل. وهذا الخلط مربك لاختلاف المفهومين ليس في المعنى فحسب بل حتى في الموقف العقدي والمنطقي.

يقصد بالانتخاب الطبيعي بقاء وتكاثر الكائنات القادرة على العيش في ظروف معينة، وانقراض الكائنات غير القادرة على تحمل تلك الظروف أو اختفائها من ذلك المكان وتلك الظروف، حتى لو استمرت تتكاثر في مكان وظرف آخر. والانتخاب الطبيعي لم يعترض عليه أحد من العلماء، بل هو حقيقة معروفة وملاحظة على مر التاريخ ولا تحتاج لداروين. والانتخاب الطبيعي ملاحظ كذلك حتى داخل كل نوع من الأنواع، فالحيوانات التي تتحمل ظروف الجفاف والقحط تعيش في الصحراء ويختفي غيرها من الصحراء وكذا الحيوانات التي تتحمل العيش في الجليد والبرد. 

أما التطور فيقصد به عملية تحول حقيقي في الكائنات، من نوع إلى نوع ثم من جنس إلى جنس ثم من فصيلة إلى فصيلة، وهكذا إلى أن تصل إلى أعلى مستويات الحياة، إما استجابة للظروف أو بذاتها. هذا التحول -كما يزعم الداروينيون- هو استجابة للظروف وتكامل في الحياة بدلا من الانقراض أو الاختفاء. 

ولم يكن داروين حريصا على الانتخاب الطبيعي بذاته بل كان يريده جسرا للتطور، لأن عماد النظرية هو بقاء وتكاثر الحيوانات التي تستطيع أن تتفاعل تلقائيا مع التغييرات بتغيير في تركيبتها وفسيولوجيتها. وهذا الارتباط "الذرائعي" بين الانتخاب الطبيعي والتطور هو الذي شوه معنى الانتخاب الطبيعي وأشكل على البعض فاعتبره مرفوضا بسبب ربطه بالتطور. 


لا تزال في المرحلة الثانية من الطريقة العلمية

لا يمكن أن تضاف معلومة لقائمة المعارف البشرية طبقا للطريقة العلمية الحديثة (Scientific Method)، إلا أن تمر بالمراحل الأربعة المعروفة:١) ملاحظة ٢) نظرية ٣) تجربة ٤) إثبات. ونظرية داروين لا يمكن أن تخضع للتجربة لأن تفاصيل النظرية ذاتها تجعل التجربة مستحيلة ولذلك بقيت، وستبقى، عند الخطوة الثانية.

ومع ذلك يجري التعامل مع نظرية داروين أكثر من كونها مثبتة إلى اعتبارها منهجا شاملا لتفسير تنوع الكائنات الحية بما لا مجال للشك فيه. وخصوم نظرية داروين من علماء الأحياء المشهورين عالميا تمكنوا من دحضها بسهولة في حدود مفهوم النظرية، لكن لم يستطيعوا تعطيل مرجعيتها الشاملة للنظرية في علم الإحياء. والسبب هو كونها ركنا أساسيا من أركان العلمانية الحديثة، لأنها وفرت مخرجا "عبقريا" للهروب من التفسير الديني للحياة. (٤)


الداروينية الخام والداروينية التفصيلية

وضع داروين نظريته قبل ١٦٥ عاما بشكل بسيط على أساس خيالي مبني على فرضية الانتقال من نوع إلى نوع دون تحديد الآلية ولا رسم خريطة كاملة لمسيرة التطور بين للكائنات الحية ولا إشارة إلى بداية خلق الكائنات الحية. وسبب اقتصاره على الفرضية العامة دون الباقي هو أن داروين ظهر قبل التطور الحديث في علم الأحياء والكائنات الدقيقة والكيمياء الحيوية وعلم الجينات وقبل اكتمال تتبع وتصنيف معظم الكائنات الحية. ولهذه الأسباب لم يستطع داروين أن يتحدث عن البداية الأولى لخلق الكائنات الحية ولم يستطع أن يصف آلية التطور تحديدا إلا بعموميات لا تسمن ولا تغني من جوع. 

بعد داروين حصلت ثلاث تطورات كان المتحمسمون للنظرية بحاجة ماسة لها من أجل استكمال تشكيلها في تفصيل مقبول. التطور الأول: هو معرفة تركيب المواد الكيميائية الخاصة بالكائنات الحية وهو ما أطلق عليه علم الكيمياء الحيوية، والثاني هو تصنيف معظم الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وكائنات أخرى، والثالث هو ظهور علم عظيم يعتبر أهم قفزة في دراسة الأحياء (علم الجينات). بعد تراكم هذه العلوم حاول المتحمسون للداروينية تطويعها لخدمة النظرية على الشكل التالي:

أولا استفادوا من علم الكيمياء الحيوية فزعموا حصول تفاعلات كيميائية أدت إلى ظهور الكائنات البدائية جدا. وبدأت التجارب منذ بداية الخمسينات بتخليق خلية من مواد شبه عضوية وظروف مماثلة لبداية الخليقة ولم يقتربوا مجرد اقتراب حتى الآن فضلا عن أن يصنعوا خلية. واقصى ما توصلوا له هو تكوين بعض المركبات الكيميائية بإضافة النيتروجين للكربون والماء، وهي لا تعني شيئا في مسيرة خلق الكائنات الحية. (٥)

ثانيا: استفادوا من تكامل التصنيف الأحيائي في جمع أسماء وأوصاف معظم الكائنات الحية، للمحاولة في وضعها في شجرة تبين تفرع الكائنات الحية من البداية إلى النهاية في سلسلة خاضعة لمفهوم التطور تبدأ بأحادية الخلية وتنتهي بالإنسان. المشكلة في هذه الشجرة أنها مبنية على التشابه التشريحي والوظيفي وليست مبنية على أي دليل وراثي أو ارتباط جيني محدد وبهذا فرسمها على شكل شجرة وراثية ليس إلا استكمالا لخيال داروين الواسع. 

ثالثا: زعموا أن علم الجينات يوضح آلية الانتقال بما يسمى الطفرات الوراثية التي تغير التركيب والوظيفة من خلال إعادة برمجة الجينات. وفي الحقيقة لم يضيفوا شيئا سوى أن مزاعم داروين الخيالية في انتقال الحيوانات من نوع إلى نوع جعلوها بلغة الجينات دون أن يفترضوا أي آلية. بل إن علم الجينات كشف بشكل واضح استحالة النظرية حين تبين تعقيد برمجة الكائنات الحية بسلسلة الحمض النووي الذي يحتوي شفرات بالمليارات.


ثغرات الداروينية

لولا احتفاء العلمانية بنظرية داروين لم يكن لها أي قيمة علمية، لأنها لا تعدو أن تكون وصفا لملاحظة لم يتم بيان آلياتها ولن يتم. وبهذا الاعتبار يفترض أن لا حاجة لتفنيد نظرية داروين لأنه سيكون مثل تفنيد شبهة خرافية والخرافة لا تحتاج إلى تفنيد. لكن هذا الانتشار للنظرية والاحتفاء بها يجعل التفنيد ضرورة حتى لوكانت النظرية في أصلها فكرة خرافية. 

تتحول الحيوانات -طبقا لداروين- من نوع إلى نوع استجابة للظروف فتتغير الأصداف في السمك إلى ريش في الطيور وشعر في الثدييات الخ. السؤال المهم هو كيف يحصل هذا التحول؟ وماذا يحصل بالضبط على مستوى كل خلايا هذا الكائن؟ هم يزعمون أن التحول يحصل بمبدأ تكرار الاحتمالات وفشل كل المحاولات الخطأ إلى أن يتخلق كائن جديد بمواصفات جديدة كلها صواب ليس فيها خطأ. 


الثغرة الأولى: كم وقت يحتاجه التطور؟

يعتبر الداروينيون نظام الاحتمالات وهو كيفية حساب عدد المحاولات الخاطئة التي يجب أن تتم قبل أن ينتج المحاولة الصحيحة بديلا عن الخلق المتقن. وبناء على هذا الحساب فإن عدد المحاولات التي يجب أن تحصل حتى ينتج كائن سليم هو واحد أمامه أكثر من مئة صفر (ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون تريليون). 

وبما أن كل محاولة تحتاج إلى جيل من أجيال الحيوان (عادة سنة) حتى تؤتي النتيجة الصحيحة، فإن الوقت الذي تحتاجه خطوة واحدة من خطوات التطور هي ضعف عمر الكون بترليون ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون ترليون مرة (عمر الكون ١٤ مليار سنة فقط. أما إذا كان المقصود كامل خطوات التطور فإن الصفحات تمتلئ بالأصفار من عدد السنين لإتمام التطور. هذا الرد البسيط يبين مدى خرافية نظرية داروين ولهذا تؤخذ كمسلمة دون نقاش.


الثغرة الثانية: أين الكائنات الخطأ؟

تتمة لقانون الاحتمالات فإن المحاولات التريليون تريليونية ( واحد أمامه مئة صفر) قبل أن نتتج كائنا سليما متكاملا فإنها تنتج كائنات مشوهة بعدد هذه المحاولات الخاطئة. وهذا يعني أن الأرض يجب أن تكون مليئة بتريليونات الكائنة المشوهة المبعثرة في كل مكان كدليل على الاحتمالات الكثيرة الخاطئة، سواء في تكاثر الحيوانات الحالي أو في الكائنات المنقرضة التي تركت آثارا تدل على تركيبها. 

ومن المقطوع به أن كل الكائنات الحية التي نعرفها سليمة التركيب وغير مشوهة فأين هذه الكائنات المشوهة التي تحدث عنها داروين؟ الأعجب من ذلك أن كل علماء الأحياء بمن فيهم المتطرفين داروينيا حين يبحثون عن تركيب ووظيفة الكائنات الحية دائما يفترضون الكمال والإتقان لأنهم لم يروا فيها إلا الاتقان والإبداع.


الثغرة الثالثة: كيف تعيش الكائنات بلا شبكة حياة؟ 

اكتشف علماء الأحياء أن الكائنات الحية لا يمكن أن تعيش بمعزل عن بعضها لأنها تحتاج إلى بعضها في دورة غذائية وبيئية تكاملية، تجعل وجود كائن حي لوحده مستحيلا. ويتفاجأ العلماء في كل مرة بأهمية حيوانات كان يظن أن ليس لها قيمة في كونها أساسية لهذه الشبكة. دابة الأرض مثلا لو انقرضت اختفى البساط الأخضر من أفريقيا ومن ثم كل الحيوانات العشبية ومن ثم كل الحيوانات المفترسة. 

هذه الشبكة المتكاملة تعني أنه لا بد أن منظومة كاملة من الكائنات الحية نشأت دفعة واحدة، ويستحيل أن تكون الكائنات وجدت مستقلة ثم تفرعت وأضافت أنواعا جديدا أكملت هذه الشبكة. بل إن هذا التكامل يتعدى الكائنات الحية إلى تكامل مع البيئة Eco system فلا يمكن أن توجد هذه الشبكة من الكائنات الحية إلا في بيئة مثالية لتكاثرها جميعا. ومرة أخرى يفاجئك علماء الأحياء وحتى المتطرفين داروينيا بروعة التكامل والتوازن في هذه الشبكة وكأنهم يدعونك للإيمان بالله من حيث لا يشعرون. 


الداروينية والدين

الداروينيون من العلمانيين لا يحملون هم التوفيق بين الداروينية والدين، لأن الدين ليس مرجعا ولا قضية عندهم، وإبعاد الدين عن "العلوم" مطلب أساسي من مطالبهم. وحتى أصحاب الديانات من غير المسلمين لا تشكل الداروينية تحديا لتدينهم لأن الإيمان بالإله في معظم هذه الأديان يعطي مساحة للقبول بالداروينية. 

وكانت المسيحية مقاوما شرسا للداروينية لكن الكاثوليك أعلنوا الاستسلام، فأصدر الفاتيكان في الخمسينات إعلانا يتقبل فيه نظرية داروين . والسبب ليس قوة الداروينية لكنه ضعف الطرح النصراني الذي يحصر الكون كله في ستة آلاف سنة في سيناريو غريب للخلق أكثر غرابة من الداروينية. (٦)

الإسلام لا يمكن أن يقبل من نظرية داروين إلا الانتخاب الطبيعي، لأنه حقيقة معروفة مثبتة وتحصل بشكل مستمر أمام الأعين ولا حرج مطلقا في القبول بها. أما التطور بمفهومه الدارويني فيتعارض جملة وتفصيلا مع الإسلام سواء في نشأة الخلق أو في التطور من نوع إلى نوع أو في خلق الإنسان تحديدا. 


الموائمة مع الإسلام 

بعض "التنويريين" الإسلاميين أخذهم هذا الاكتساح لنظرية داروين كمنهج في علم الأحياء يخجلون من معارضة الإسلام للداروينية، لأنها -في ظنهم- من أركان "العلم الحديث"، فبحثوا عن طريقة لتبرئة الإسلام من معارضة داروين. ولكن لأنهم لا يستطيعون القبول بها بصورتها الكاملة خاصة مع الآيات والأحاديث الثابتة تجدهم يلجأون إلى حيلتين لتحقيق ذلك. (٧)

الحيلة الأولى هي تلطيف النظرية حتى تبدو وكأنهاغير متعارضة مع الخلق، وذلك بتحويل مفهوم التطور الذي يحصل في المخلوقات تلقائيا كما هو في أصل النظرية إلى تطور يحصل بتقدير الله وإرادته. هذا الوصف للتطور سماه عمرو الشريف "التطور الموجه" وسماه عدنان إبراهيم "التطوير". وتحاشى أصحاب هذا الطرح في البداية مناقشة بداية الخلق أو أصل الإنسان واكتفوا بالتطوير الموجه. (٨)

لكن يبدو أن كسر الحاجز في تقديس نظرية داروين أقنعهم أخيرا أن يكملوا المسيرة، فزعموا أن بداية الخلق يمكن أن تكون فعلا تفاعلات كيميائية انتجت كائنات حية، وزعموا أن آدم ليس كائنا مستقلا بل هو نتاج تطور من كائنات (بشرية) أخرى. وليس من تفسير لهذا التوفيق التلفيقي إلا عقدة النقص أمام الغرب المتمكن، الذي صارت فيه نظرية داروين ثقافة راسخة.(٩)




الحيلة الثانية هي التلاعب بتفسير الآيات وشرح الأحاديث حتى تتوافق مع هذا التعديل في النظرية. ففي إثبات التطور يحورون تفسير قوله تعالى (وقد خلقكم أطوارا) وقوله تعالى (يزيد في الخلق ما يشاء) وفي إثبات بداية الخلق يحورون تفسير قوله تعالى (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء). وبعضهم يذهب لأبعد من ذلك وهو الاعتماد على نصوص مكذوبة أوضعيفة جدا أو إسرائيليات، فيسوقها حتى يقوي حجته، مثل الآثار المروية عن بن عباس عن أدميين قبل آدم وعن تفاصيل خلق آدم. 


------------------------------------------------------------------------------------------------


* للأمانة جزء كبير من هذا المقال استفدته من بعض المختصين.

١) لم يكن أثر الداروينية في علم الأحياء فقط بل تعداه إلى إعادة تأسيس الفكر الغربي كله خاصة في السياسة والاجتماع فأصبح البشر أكثر استعدادا للرأسمالية الشرسة والتصنيف العنصري للإنسان. وللمسيري وجهة نظر جميلة في هذا الموضوع تجدها في مقاله الحداثة الإنسانية والحداثة الداروينية

٢) فيلم وثائقي جميل لمذيع البي بي سي القدير اندرو مار يتحدث فيه عن اقتحام الداروينية للفكر كله في أوربا واحتفاء العلمانيين بها إضغط هنا.

٣) نظرية كونية سقطت كانت مبنية على أساس أن الكون موجود أزليا بقوانينه المعروفة ثم انهارت تماما بعد أن أمكن إثبات نظرية الانفجار العظيم واستحالة الكون الثابت

٤)راجع مقالنا تحدي العلمانية.

٥)اشتهر من هذه التجارب تجربة ميلر أوري التي حاول محاكاة ظروف بداية الخلق بالضغط والحرارة ونوعية المواد الكيميائية ثم تمخض الجبل عن فأر. وبالمناسبة لم يذكر داروين شيئا في كتابه الأساسي "أصل الأنواع" عن نشأة الخلق الأولى لكن وجد في بعض مراسلاته الشخصية إشارة عابرة بقوله إنه يعتقد أن الحياة بدأت في بركة دافئة توفرت فيها ظروف اختلاط المواد الكيميائية لانطلاق الحياة!!

٦) قدمت الكنيسة التنازلات منذ ١٩٥٠ حين أصدر البابا بيوس الثاني عشر، انه لا يوجد خلاف أساسي بين نظرية التطور والمسيحية، ثم تطور الموقف إلى قبول صريح بالنظرية سنة ١٩٩٦ ثم تطور الموقف قبل عام إلى تبني النظرية 


لكن البروتستانت الأصوليين لا يزالون يرفضون النظرية بحماس ويضغطون في الولايات المتحدة التي لهم سطوة فيها بمحاربتها قانونيا.

٧)الشعور بالنقص أمام الغرب القوي وتقديم التنازلات العقدية والمنهجية والفكرية ناقشناه بشكل مستفيض في مقالنا 


٨)يعتقد هؤلاء أنهم حلو الثغرة الأولى والثانية في التطور فلا حاجة لقانون الاحتمالات لأن الله هو الذي يطور. والحقيقة هذا فيه قدح في قدرة الله وكمال علمه فكيف لله أن يكون بحاجة للتجربة حتى يطور مخلوقاته مثلما يطور الإنسان مخترعاته؟ وما الحاجة أصلا أن يفسر الإنسان الخلق بالتطور إذا كان مؤمنا بالخالق (الذي أحسن كل شي خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين)؟ أما الثغرة الثالثة فلم اطلع على اقتراح منهم في حلها. 

٩)ملخص أفكار عمرو الشريف في تعديل نظرية التطور لتناسب الإسلام 


ولعدنان ابراهيم سلسة طويلة في الحديث عن التطور لكن هذا ملخص من دقيقتين 


هناك 11 تعليقًا:

  1.    اخ تركي .. يوجد علم تجريبي اسمه  directed evolution   حيث يتم انتاج طفرات وراثية (وهذا الركن الأول من نظرية التطور) بشكل موجه او عشوائي من اجل تحوير الكائنات الحية والبكتيريا واستحداث خصائص جديدة لم توجد من قبل (وهذا هو الركن الثاني كما ذكرت من اجل تسريع عملية الانتخاب الطبيعي / الصناعي ). لذلك فالإرتباط بين هذين المفهومين وثيق جدا -  وليس كما ذكرت في بداية مقالك - وهذه التجارب تتم في المختبر ويمكن رؤية ذلك بالعين المجردة بل ولها تطبيقات تجارية ودوائية مهمة. لذلك فالموضوع لم يعد مجرد فرضيات. من الناحية العلمية (المنهج الاستقصائي والتجريبي) : الادلة على صحة نظرية التطور اعظم من يتم نقضها بمقال بسيط غير متخصص مثل هذا - مع جزيل الشكر للمحاولة - .

    بالنسبة لحتمية الـ Eco system  النموذجي فليس ذلك بالضرورة صحيحا .. كان الاعتقاد السائد باستحالة الحياة دون ضوء الشمس و الان نعرف ان هناك كائنات تعيش في أعماق المحيط دون أي ضوء . كان هناك اعتقاد سائد بأنه لا يمكن لحياة ان تتواجد في درجات حرارة عالية (فوق السبعين والثمانين درجة ) وانها في معظمها تحتاج للأكسوجين والان نعرف ان هناك العديد من النباتات والمخلوقات المجهرية التي تعيش حول فوهات البراكين في المحيط (http://en.wikipedia.org/wiki/Hydrothermal_vent) في درجات حرارة رهيبة وتعتاش على كبريتيد الهيدروجين. اذن الموضوع اصعب واعقد مما نتصور.

    معظم الردود على نظرية التطور باللغة العربية تدور في فلك ما كتبه (هارون يحى). وللأسف المعلومات في كتابه قديمة وغير دقيقة ولكنها منتشرة بشكل يشوه الحقيقة ويزيد من صعوبة فهم هذه النظرية.

    لا ازعم ان لدي اجابة كاملة للفصل في صحة الدواروينية من عدمها لكنني متأكد ان الاجابه ليست في مقالك أو في كلام التنويرين. ما يهمني هنا ليس الاثبات او النفي بل الدعوة للتريث في مثل هذه المواضيع المتخصصة وبذل جهد اكبر . ازعم ان معظم من يكتب للدفاع عن الداروينية او ضدها لا يفهم سياقها التاريخي لا يعرف آخر المستجدات العلمية في هذا المجال بشكل مناسب ولذلك تتسم هذه المقالات بسطحية مخلة لا تناسب المقام.

    بالنسبة لي -وهذا رأي شخصي - نظرية التطور تدل على وجود الخالق .. من يستطيع صنع هذا الجمال الباهر من اصل واحد (وكل المخلوقات مخلوقة من مكونات الارض) فهذا يدل على عظمته لا العكس ولا أرى اي تناقض بين وجود الخالق وبين مكونات نظرية الداروينية المثبتة بالتجربة.

    وشكرا لسعة خاطرك

    ردحذف
    الردود
    1. الإجراء المسمى Directed Evolution لا يشبه التطور الدارويني الا في الإسم
      وهو في حقيقته ليس إلا أسلوبا جديدا من أساليب الهندسة الوراثية فبدلا من أن تحقن الشفرات يدويا في مكان ما لتعديل الجينات فإن التغيير يتم عن توجيه الميوتيشن لإنتاج بروتين جديد

      اما كون بعض الكائنات تعيش في ظروف تحت ضغط عال أو حراة عالية فهذا كذلك ليس فيه جديد ولا يتعارض مع تكامل الشبكات التي تحتاجها الحياة بل إن الشبكة نفسها تحتاج في أطرافها لكائنات من هذا القبيل

      حذف
    2. التشابه ليس بالاسم فقط .. الـ directed evolution نسخة مسرعة من التطور الدارويني.
      الفكرة من استشهادي به تعود لـ:

      (١) ان التفاعل بين (الطفرات الوراثية + الانتخاب) يمكن مشاهدتها في الطبيعة كما يمكن اجراءها في المختبر (Directed Evolution) او غيره من الطرق ولا يمكن انكارها.

      (٢) عطفا على ذلك ، في الظروف البيئية الصعبة للغاية حيث تواجد الحياة شبه مستحيل .. يقوم التفاعل بين (الطفرات الوراثية + الانتخاب )بتحوير المخلوقات الحية لتمتلك تركيبا فسيولوجيا جديدا يمكنها من الحياة في تلك الظروف. هذا دليل غير مباشر على أن التطور الدارويني في الفقرة (١) يعمل بكفاءة .

      اذا كانت الفكرة (١) و(٢) صحيحة اذن فالتطور الدورايني صحيح من الناحية التجريبية ولا اعرف كيف نرى الشيء محسوسا امامنا ومثبت بالتجربة ثم نرفض تصديقه.

      اتكلم من الناحية العلمية للنظرية اما كيف يستغلها الناس لاثبات عدم وجود خالق .. أو رفضه تماما لتعارضه مع وجود الخالق فهذا من باب تحميل النظرية ما لاتحتمل.

      حذف
  2. مع تقديري واحترامي الربط بين الدايركتد ايفوليوشن ومفهوم التطور الدارويني خيالي رغبوي شبيه بالفرحة الأولى التي أصابت الذين اكتشفوا الحمض النووي فظنوا أنهم يستطيعون أن يصنعوا خلية كاملة ثم اكتشفوا أن خيالهم واسع أكثر من اللازم
    التطور من نوع إلى نوع هو إنشاء خلايا جديدة أو أنسجة جديدة أو أعضاء جديدة أو أجهزة كاملة جديدة بمهمة جديدة وتغيير الفسيولوجيا في الخلية وفي النسيج وفي العضو حتى تناسب هذا النوع الجديد
    الذي يحصل في الدايركتد أيفوليوشن ليس إلا تصنيع بروتين مثل تصنيع البروتينات (مضادات الأجسام والهرمونات) التي تصنع بالهندسة الوراثية
    أما الظروف الصعبة من الحرارة والضغط الخ فهذه عقدة بقيت ملازمة للداروينين لأنهم ربطوا بين بداية تكوين الأرض وبداية خلق الحيوانات فأصروا على اعتبار هذه ا للظروف القاسية بيئة انطلاق الاحياء
    وقد بينت الدراسات أن كثيرا من هذه الكائنات التي تعيش في ظروف قاسية لا تقل تعقيدا عن الكائنات الأخرى ولذلك فهي ليست في قاع السلم الوراثي

    ردحذف
  3. لا يا عزيزي ليست فرحة .. أنا لست ملحدا ولا علمانيا لأفرح .. أناقشك كمؤمن بالله الواحد الخالق وفي نفس الوقت ارى نظرية التطور كواقع وليست خيالا وأومن بها كأداة من صنع الإله سبحانه .. هي مجرد أداة من ادوات الخلق.

    كون Directed Evolution يغير بروتين واحد فقط - كما تقول - فهذا لا يعني عدم ان نظرية التتطور خاطئة. النظرية لا تقول بخلق انسجة او اعضاء دفعة واحدة ولكنها تفسر ذلك بالتطور التدريجي الذي نراه بأعيننا اليوم:

    - الانتقال بين الانسجة اصبح في متناول اليد وفي خطوة واحدة: اضافة ٤ بروتينات اساسية على خلايا الجلد كافية لتحويلها لخلايا جذعيه ومن ثم توجيهها لصنع أنسجة مختلفة في دماغ او عضلات وغيرها.

    - الطفرات الوراثية في الاورام السرطانية بحد ذاتها تصنع انسجة جديدة دخيله (وان كانت خارجة عن السيطرة الا انها مختلفة عن بقية الانسجة في الجسم .. مضرة نعم ولكنها انسجة مختلفة على مستوى الخلية وعلى مستوى النسيج والوظيفة).
    - الطفرات في جينات homeotic genes في ذبابة الفاكهة تجعل الارجل مكان الفم او بدل الأجنحة في تغيير كامل للمخلوق.
    - البكتريا تكتسب مناعة ضد المضادات الحيوية كما تكتسب الاورام السرطانية مناعة ضد العلاج الكيمياوي اليست كلها عبارة عن (طفرات + انتخاب). هذه هي مكونات الداروينية - وفي ضمن هذا الاطار - فهي صحيحة ولا غبار عليها.

    كل هذه ادلة علمية تتظافر بمجموعها - لا بأحادها - على صحة نظرية التطور. اذا كانت هذه اثارها الكبيرة خلال جيل واحد فكيف بها وهي تعمل خلال الاف السنوات؟

    بإختصار:
    هل نظرية التطور كافية لتفسير خلق كائن جديد من الصفر؟ لا ليست كافية.
    هل النظرية تنفي وجود الخالق؟ لا ولم تتطرق لذلك.
    هل هي صحيحه في اطارها العلمي التجريبي الضيق؟ نعم صحيحه.


    المشكلة فيما يبدو تكمن في صعوبة التفريق بين النظرية العلمية المحسوسة وبين اثارها الايدولوجية والدينية .. رفضك للنظرية بقضها وقضيضها مثل من يرفض العدالة الاجتماعية وأهمية التشارك بسبب نظرية كارل ماركس والشيوعية وتاريخها الاسود مع الاديان. يمكنك ان تغطي الشمس بيدك وتظن انها اختفت - بالنسبة لك- اما انا فأرها في كبد السماء.

    ردحذف
    الردود
    1. لست بحاجة لأن تتحدث عن إيمانك فالعبرة بموقفك من النظرية وليس بما تدعيه
      انت خلطت بين الانتقال بين الانسجة وبين انتقال خلية نسيج معين إلى نسيج ثاني
      الذي تتحدث عنه هو انتقال خلية متخصصة في نسيج إلى خلية متخصصة لنسيج ثاني أو عودتها الى الوراء للخلية الجذعية وهذا معروف وليس له أي علاقة بالتطور ويحصل داخل النوع نفسه بل داخل الجسم نفسه ولا يتغير من صفاته الوراثية
      وان كنت تعرف علم الجينات فالحيوان أو الإنسان فيه الصفات كاملة في كل خلاياه ولكن الخلية المتخصصة تنشط الجزء المخصص لوظيفة النسيج الذي هي فيه وتبقى الجينات الأخرى كامنة قابلة نظريا للتنشيط
      أما تحول نسيج كامل إلى نسيج آخر لحيوان آخر من نوع آخر فلم يحصل ولن يحصل
      وإن كنت تقبل بمبدأ التدرج واليوم بروتين وغدا بروتين فأنت تؤكد ما ذكرناه في الثغرة الاولى والثانية بالحاجة لتريليونات السنين للحصول على نتيجة صدفة وكذلك لتكدس عدد كبير من الكائنات الخطأ

      واما الطفرات الوراثية للأورام السرطانية فكلها طفرات تخريب وضرر وحتى اساطين الداروينية تراجعوا عن اعتبارهها دليلا عليها
      وأما مناعة البكتريا ضد المضادات الحيوية فهو كذلك دليل على عدم معرفتك الوثيقة بعلم الجينات
      هذه المناعة هي قدرة متأصلة في البكتريا وهي جزء من وظيفة الجينات التي لم يكتشف من آليتها إلا 20% وهي على كل حال لا تدل على تغيير حتى على مستوى سلالة البكتريا الأصلية رغم انها أحادية الخلية فضلا عن ان تغير نوعا من انواع الحيوان
      وقدرة البكتريا على استحداث هذه المناعة دليل قوي على أن الكائن الحي ربما يكون لديه قدرات ليست موجودة بكائن أرقى منه في عدد الخلايا والانسجة
      واما ذبابة الفاكهة فهي أكثر ما يستخدمه اساطين التطور في الدفاع عن نظريتهم ولم يثبتوا يوما أن الذبابة هذه تحولت لنوع آخر من أنواع الحشرات وكل ما وصفوه هو إعادة برمجة لنفس الجينات في الخلايا

      صدقني لو لم تكن العلمانية هي الطاغية على العلم الحديث لم تبرح نظرية التطور منزل داروين نفسه ولم يلتفت لها احد

      حذف
    2. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
  4. الطفرات الوراثية في الخلايا السرطانية مضره للكائن المستضيف ولكنها نافعه بالنسبة للنسيج السرطاني فهي - مثلا - تساعده على الحصول على كمية أكبر من الدم والغذاء عبر زيادة عدد الشرايين (vascularization) وتساعده على الانتقال (metastasis) لأماكن اخرى. الطفرات الوراثية بالنسبه للخلية السرطانية تجعلها تتفوق على الخلايا الأساسية عبر إمتلاك خصائص جديدة - وهذا مثال على أن البقاء للأقوى - .

    معرفتي بعلم الجينات أفضل مما تتوقع و مما تأمل. فركز على الأدله والأفكار بدلا من الهجوم على الشخص إلا اذا كانت هذه طريقتك في اثبات حجتك.

    ثم هل لاحظت بأنك لم تأت بدليل تجريبي واحد في ردودك كلها؟ لا يوجد في جعبتك سوى النفي والإلغاء المستمر لكل دليل. هذا المنهج التفكيكي الذي تتبعه في طريقة تفكيرك لا يساعد على بناء أي شيء. وبراعتك في التفكيك وايجاد العلل تمدك باحساس وهمي بتفوق منطقك وحجتك.

    اصرارك على ان الوسيلة الوحيدة لاثبات نظرية التطور هي ان تخرج كائن مختلف من نسل كائن آخر امام عينيك .. ذكرني بالآيه (أرنا الله جهره) .. إما أن نرى الله عيانا بيانا والا فسنكفر به مهما أتيت لنا من حجج وبراهين وأدله.

    من الواضح ان المنهج العلمي التجريبي المتفق عليه لا قيمة له بالنسبة لك ولا يمكنه بأن يقنعك - مهما سيق إليك من أدلة محسوسه - ما دامت نتائجها لا تتوافق مع عالمك الداخلي. ولهذا يتحول النقاش معك لجدل عقيم لن ينتهي وفي الغالب لا طائل من وراءه.

    في أمان الله.

    ردحذف
  5. جميل أن تعترف ان الطفرات الجينية في الخلايا السرطانة ضارة للكائن المستضيف وخادمة للسرطان نفسه
    ولكن ما دخل هذا بالتطور الدارويني الذي ينقل الكائن من نوع إلى نوع؟

    لم يقل أحد من علماء الجينات أن الإشكالات الجينية في السرطان دليل على التطور
    ولا يردد مثل هذا الكلام إلا المتطفلين على علم الجينات أو المتسميتين لاثبات الداروينية بأي قشة

    أما علاقة السرطان بالجينات فمعروفة منذ زمن وأقوى النظريات عن أسباب نشأة السرطان هي نظرية مرتبطة بالجينات (سوماتك ميوتيشن)
    النظرية تتحدث عن بعث خاصية التكاثر من خلال تفعيل جين (c-MYC) ثم تفعيل نشاطات جينية موجودة أصلا في البرمجة لكن تكون في غير محلها مثل الالتصاق بين الخلايا ومثل خداع الجهاز المناعي فلا يكترث الجهاز بالخلايا السرطانية بيما يفترض أنه يقتلها
    كل هذه التغييرات ليس لها علاقة مطلقا بالتطور الدارويني ولا يربطها به الا جاهل بعلم الجينات أو عارف به لكنه مستميت بحجة بائسة بعد أن فشل في العثور على دليل له قيمة
    ولو كان داروين نفسه حيا لما ادعى انها تدعم نظريته
    معلومة للقراء (داروين ظهر قبل علم الجينات الحديث بمئة سنة تقريبا)

    أما مطالبتي بالدليل التجريبي فيفترض أن يأتي به صاحب النظرية والمتحمس لها لأن النظرية لا تصبح حقيقة إلا بالتجرية
    وليس المخالف هو الذي يطالب بذلك

    لكن مع ذلك الدليل التجريبي ضدك

    فمنذ القرن التاسع عشر من أيام وليام دلنجر سنة 1880 ميلادي وهم يحالوون إثبات الداروينية بالمختبر وفشلوا فشلا ذريعا

    وجرت التجارب مع البكتيريا والفئران وحيوانات أخرى كلها بنتائج محبطة جدا

    لكن اقوى المحاولات إثارة كانت في ذبابة الفاكهة لأنها من أكثر الحيوانات مرونة جينية بسبب عدد الكروموسومات القليل وقابلية الجينات فيها للتلاعب الخارجي .. وبسبب هذه المرونة الجينية فقد تحمس الداروينيون لها جدا

    أجريت مئات المحاولات مع ذبابة الفاكهة منذ سنة 1980 ولم تخرج إلا بذبابات مشوهة إما تموت أو تكون عاجزة عن التكاثر

    وخروجا من اليأس يخدع اساطين التطور أنفسهم كل مرة في هذه النتائج أنها ضوء في أخر النفق بينما هي مزيد من الظلام والانتكاس للنظرية




    ردحذف
  6. أستاذي تركي: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) ألا تعني أن الخلق "عملية" لها بداية وخطوات، وآثار لاتزال في الأرض؟
    لماذا نضيق معنى محتمل ليتوافق مع فهمنا؟ وماهو الدليل على أن الله سبحانه خلقنا بالطريقةالتي نفترضها للخلق وهو ليس كمثله شيء؟

    ردحذف
  7. سددك الله تعالى وأنار دربك..

    ردحذف